النائب ماجد الرواشدة يكتب : دخان الفوسفات هل هو بلا نار؟..
لا يوجد دخان بدون نار، هكذا يقال في امثالنا السائرة، ولعل شركة الفوسفات الأردنية التي تطرح من اللون الأبيض ما يكسو طرقات وجبال في المملكة، وهو ثروة وطنية يمتلكها الوطن لا اشخاص، تخفي خلف بياضه ما تخفي. فعندما ندقق في بياض اللون فانه يخفي خلفة سوادا وضبابا مظلما من الظلم والظلمات والتجاوز على المال العام ليصب في جيوب محددة فاقت دخولهم دخل مجموع اسر في محافظة من محافظات المملكة، ان الصمت وعدم الإفصاح عن دخل رئيس مجلس إدارة الشركة، رغم الطلبات المتكررة من الحكومة بذلك، يدخل المعنيين بالشأن الوطني والحفاظ على المال العام في دوامة الشك بان دخان الحديث عن حجم الدخل لا يمكن ان يكون بدون نار، او بدون أساس، قطعا ليس اسهل من تسريب المعلومة من تحت الطاولة، ولكن ما يعزز شكنا وريبتنا في رئاسة مجلس الإدارة هذا التكتم الشديد من جهة، والمظاهر اليومية من الاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات للعمال في هذه الشركة الوطنية العريقة الذي يدل على حجم الظلم الواقع على العاملين فيها واستئثار بعض الجالسين على مقاعد إدارة الشركة بالمكاسب الخيالية، حيث تفيد المعلومات ان راتب او دخل رئيس مجلس الادارة الشهري يقدر بعشرات الألوف، فإن صح الرقم فهذا يعني اننا امام كارثة وطنية بامتياز، فهل يعقل في بلد يعاني من فقر شديد وقلة الموارد وبطالة مستشرية ان يصب مثل هذا المبلغ في بطون لا تعرف معنى للشبع ولا تحسب للجوع والفاقة عن باقي الشعب اي احساب، كيف يمكن لعاقل ان يقبل ان يكون هذا راتب او دخل شخص بمفرده في غياب الرقابة الشعبية والرسمية، وعدد كبير من المواطنين لا يجد ثمن الخبز لأطفاله، او اجرة الطريق لأولاده في المدارس، او أقساط جامعة أبنائه، نقول لمثل هؤلاء ان ثرواتكم على حساب ثروات الوطن هو اعتداء صارخ على ابسط معاني المواطنة والانتماء، فعندما يبلغ دخل رئيس مجلس الإدارة رقما فلكيا في بلد فقير مثل الأردن، أي درجة من الضغينة يمكن ان تختزنها نفوس صغار العاملين وهم لا يقدرون على دفع اجرة بيت او فاتورة كهرباء او ثمن أسطوانة غاز؟
كفاكم ولوغا في مال الشعب، كفاكم استهتارا واستهبالا في بساطة الناس، كفاكم استغلالا للمنصب والموقع، وتذكروا يوما ترجعون فيه الى الله، فكل قرش اخذتموه على حساب ثروة الوطن والمواطن سيقف لكم بالمرصاد وسيكون سببا في تصنيفكم امام الشعب كسارقين لأمواله ومستغلين لحقوقه، وان كانت يد المحاسبة لن تطالكم في الدنيا، ففي الاخرة هناك العدل المطلق، وسترفع الاكف بالدعاء عليكم وشكواكم الى الله بكل فلس زائد عن حقكم وعن كل فلس اخذتموه وحرم منه أصحابه واخذتموه بدون وجه حق.