فارس حباشنة يكتب : تعديل وزاري..
في التعديل الوزاري.
من اول ما اشتغلت بالصحافة، وخبر التعديل الوزاري اكثر خبر يتداول ويأتي غير دقيق وصحيح.
و يبتدع الصحفيون اخبار التعديل الوزاري والتغيير الحكومي.
وتسأل الصحفيين وانا من اولهم، لماذا تكتبون عن التعديل الوزاري ؟
و الجواب : الفضول، وقلة وشح المواضيع العامة، واحيانا ضيق وانسداد الافق العام.
حكومة رايحة وحكومة جاية، ويروح وزراء ويأتي وزراء جدد.
في سجل تلفوني 500 رقم هاتف لوزير عامل وسابق.
الاردن اكثر بلد في العالم انتج وزراء، وفرخ حكومات.
و هناك حكومات اصابها التعديل عشر مرات واكثر.
و سجلوا ارقاما قياسية في دخول وخروج وزراء. واتحفظ هنا عن ذكر اسماء رؤساء الحكومات لاسباب فنية.
و خروج الوزراء في التعديل لا يعني انهم غير اكفاء، ولا ينقص من وزنهم وقدرهم السياسي والبيروقراطي.
فاحيانا يأتي التعديل استجابة لضرورات مرحلية ضاغطة، واعادة اعتبار وتقييم لتوازنات سياسية ما، وانعاش للحكومة واطالة لعمرها الافتراضي.
و عشرون رئيس حكومة سابقا هواتفهم مقيدة في هاتفي الخليوي. وفيما الرئيس الحالي بشر الخصاونة، وانا اقدر الرجل واحترمه سياسيا وشخصيا، فهاتفه ليس معي، واقر واعترف هنا، وليس بيني وبين الرئيس اي دردشة وتواصل على « الواتس والفيس تايم»، وخلافا لما يشاع في الوسطين : السياسي والاعلامي.
نعم، التقيت رئيس الحكومة وجلسنا ساعتين، وتحدثنا في شؤون اردنية واقليمية، وتطرقنا لسياسات الحكومة، والظرفية الاردنية وتحدياتها، وتبادلنا احاديث ظريفة وطريفة.
و الرئيس الخصاونة ذو رأي راجح وصاحب حكمة وبصيرة سياسية وطنية، وهو مكسب للدوار الرابع، والرجل ذخيرته السياسية لم تنفد بعد..
و اظن انه من المناسب ان يكمل برنامجه الحكومي، وهذا الأمر دستوريا رهن ارادة الملك.
و في تقديري السياسي المتواضع اجد ان بقاء الخصاونة في الدوار الرابع افضل للبلد، وخاصة ان الحكومة تحلق بفريق وزاري لحد ما متجانس ومتكامل بالدور السياسي، ووزراء ثقات : وزير الادارة المحلية توفيق كريشان، والداخلية مازن الفراية، والزراعة خالد حنيفات، والأشغال يحيى الكسبي، والمالية محمد العسعس، ووزير المياه محمد النجار، ووزير الطاقة صالح الخرابشة، ووزير النقل وجيه عزايزة.
وقد تحتاج حكومة الخصاونة الى تعديل وزاري.. وهناك وزراء غير مأسوف على بقائهم او خروجهم بالتعديل، وهذا اقل من طبيعي في حركة تشكيل وتعديل الحكومات الاردنية.