الخصاونة مايسترو مواجهة الازمات في مواجهة "دربكة" الاستطلاعات

زهير العزه
في ظروف لا تشبه أي ظروف أخرى مرت على الاردن وصل الدكتور بشر الخصاونه الى سدة الدوارالرابع محاطا بمشاكل وملفات جدولتها حكومات سابقة سيطرت على الماضي وعلى حاضرالوقت الذي وصل اليه الاردن متعبا بكل إنعكاسات تلك الملفات،  وكان من المؤمل أن تسيطر حكومة الدكتور الخصاونة على المستقبل من خلال كبح جماح توحش هذه الملفات على حياة الناس ابتداء من ملفي الفقر والبطالة الى حد موجة الغلاء وارتفاع الاسعار.
 والحقيقه أن الدكتور بشر الخصاونه وفريقه الوزاري بذلوا ( قبل التعديل الاول ) الجهود من أجل إيجاد الحلول المناسبة لبعض الملفات الحياتيه الضاغطة، الا أن ما واجهه الدكتور الخصاونة داخل الحكومه من تفلت بعض الوزراء ،أو خارجها من خلال أزمة كورونا والتي لم تفلح حكومة الدكتورعمرالرزاز في مواجهتها قد ادى الى عرقلة المسير لبعض الوقت ما لبثت الحكومة من تجاوزها، لتدخل مرحلة الصراع مع جائحة كورونا وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية حيث احتلت المرتبة الاولى في جهد واداء الحكومة، ولا يخفى على أحد أن من المشاكل الهامه جدا التي واجهت الحكومه أيضا خارجيا هو ما يتعلق بقضية فلسطين، حيث تدهورت الاوضاع نتيجة همجية وتوحش المستوطنين الصهاينة المدعومين من جيش الاحتلال في إعتداءاتهم على المسجد الاقصى وعلى أحياء القدس العربية وعلى كافة أبناء الشعب الفلسطيني ما فتح المجال واسعا لتدهورحياة الفلسطيني في ظل إنشغال العالم بموضوع جائحة كورونا، وكان للرئيس الخصاونة موقفا حازما من ما جرى ويجري في فلسطين عبر عنه بوضوح أمام مجلس النواب .
اليوم ونحن نقرأ ما أنتجه مركزالدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية من إستطلاع للرأي حيث نفذ استطلاع في الفترة ما بين 2 تشرين الأول/أكتوبر إلى 7 من الشهر نفسه، وتوزعت عينة الاستطلاع على1200 شخص ممن أعمارهم 18 سنة فأكثر، 50٪؜ ذكور و 50٪؜ إناث، تم اختيارهم بشكل عشوائي من 150 موقعًا تغطي المملكة كافة، وكل ذلك بحسب ما نشرالمركز، نؤكد أن ما جاء في استطلاع الرأي  هذا وخاصة ما يتعلق بالدكتور بشر الخصاونة  شخصيا وبفريقه الوزاري لم  يكن مقنعا، وهي ليست المرة الاولى التي تأتي نتائج استطلاعات المركز على عكس ماهو الواقع في البلاد وخير دليل على ذلك نتائج الاستطلاع الذي نشره المركز في الشهر الثالث من العام الحالي،الذي أظهر نتائج صادمة حول نظرة الاردنيين للكيان المحتل لفلسطين وفيه أن نصف الأردنيين لا يرون في إسرائيل عدواً ،الامر الذي أثار الريبة والشك من قبل غالبية من المراقبين حول الاستطلاع المذكور حيث اعتبر البعض ومنهم كاتب المقال، أن هناك خللا ما أعطى هذه النتيجة غير الدقيقة ، أو أن توجه من قام بالاستطلاع كان بإتجاه مجموعة " خاصة" محددة لها أجندات وتوجهات سياسية مخالفة لغالبية أبناء الشعب الذين يرون في دولة الكيان دولة عدوة وتهدد الامن الوطن ، وبالتالي فأن نتائج الاستطلاع ليست مؤشرا كافيا ليعطي حقيقة ما هو واقع الرأي العام وإتجهاته . 
 وأمام نتائج الاستطلاع الجديد الذي يبدو أنه من وجهة نظري يحمل توجيها للرأي العام من خلال طرح الاسئلة على ما اظن، وليس سبرا للعقول لمعرفة الحقيقة لدى الرأي العام من خلال هذه العينة او تلك من العينات المستطلعة، وبالتالي من حقنا أن نعرف كرأي عام طبيعة العينات، والأسماء، والاتجاهات التي تم استطلاع رأيها، ومدى دقتها، لأنه وكما هو واضح أن الاستطلاع قد حمل في طياته نتائج توجهها الوحيد بل الاوحد هو رجم الحكومة بطريقة واضحة لكل من يقرأ النتائج ويتفحصها ،وفي المقابل حمل في طياته عمليات تجميل لا منطقية للرأي حول بعض المؤسسات التي للاردنيين موقفا واضحا منها،  وعليه وبوضوح  يبدو أن المركز يعاني من خلل ما يجب على الجهات المعنية فتح تحقيق في واقع ما يجري داخله، لانه وكما هو معلوم أن نتائج الاستطلاعات هي مؤشرات لقياس الرأي العام وتضع الاصبع على مواطن الخلل،  لذلك فأن الاعتماد على معايير الاستقلال والحياد والبعد التام عن التسييس أو الشخصنة والالتزام بالموضوعية في إعداد اسئلة الاستطلاع وفق قواعد من النزاهة والشفافية في كل ما يتعلق بالاستطلاع هوما يجب ان يكون عليه من يقوم بالاستطلاع لان دقة النتائج وحياديتها هو ما يوفر لصناع القرار اتخاذ القرارات وفق معرفتهم بواقع حال المجتمع، وللرأي العام إمكانية الوثوق بنتائج الاستطلاع واعتباره معبرا عنهم .
إن ما واجهه الدكتور بشر الخصاونة من معضلات وما أنجزته حكومته من حيث النسبة أو بالمقارنة مع  ما أنجزته الحكومات التي سبقت حكومته يعتبر انجازا كبيرا خاصة في ظل جائحة كورونا ، بالرغم اننا نطلب منه ومن الفريق الوزاري الكثير وننتقد بشكل أكثر وكما يقول المثل " الحكومة لبيسة وجسمها بيتحمل"  وبالتالي هو والحكومة بنظرالشعب يتحمل المسؤولية بإعتباره صاحب الولاية الدستورية على الجهاز التنفيذي للدولة، مع ادراكنا أن هناك تدخلات من بعض  كبار موظفي الديوان الملكي أوالاجهزة، إضافة لمشاغبة أصحاب صالونات "النميمة والعبثية " السياسية على الدكتور بشر شخصيا وعلى الحكومة، والتي هي ماثلة وما زالت امامنا منذ  تشكيل الحكومة وحتى ما بعد قيامها بتصريف شؤون البلاد.  
ان من اهم انجازات الدكتور بشر الخصاونة هو انه لم  يتركنا ننتظرالفرج من خلال ظهورعلامات قيام الساعة الاصلاحية، بل ذهب اليها مباشرة بمعناها الحقيقي وبالتعاون مع مجلس النواب ،ومن هنا فليس من الانصاف أن لا يذكر للرجل ولحكومته الانجازات خاصة أنها تعمل في ظروف صعبة ومعقدة ،واستطاعت مواجهتها بكل الأمكانيات المتاحة لها ، والخلاصة سيبقى الاستطلاع الاخير محل ريبة وشك، وستبقى إدارة مركز الدراسات الاستراتيجية مطالبة بكشف الحقائق حول الاستطلاع الاخير، وسيبقى الدكتور بشر رجل المهمات الصعبة "وما يسترو" حكومة مواجهة الازمات.