الصين

الحزب الشيوعي الصيني يعقد مؤتمره ال 20.
المؤتمر خرج بقرارات حاسمة في السياسة الخارجية الصينية والعلاقة مع امريكا والغرب.
و في المؤتمر اكد الرئيس الصيني شي جين بينغ على مبادئ السياسة الخارجية الصينية في صون السلم العالمي، وتعزيز التنمية المشتركة والسعي نحو بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
و حمل خطاب الرئيس الصيني موقفا حازما من ازمة تايوان، وبدا الرئيس الصيني اكثر قوة، وهدد باللجوء الى الحل العسكري في حال استدعى الامر ذلك.
و يبدو ان الرسالة كانت واضحة الى امريكا ودول الغرب، وان الصين تفعل ما تريد، ولا احد في العالم يملي عليها شروطه واجندته.
و في المؤتمر ال 19 للحزب الشيوعي الصيني تم اضافة فكر شي جينيج عن الاشتراكية بصفة صينية للعهد جديد، والى مجموعة المبادئ الاساسية والمعتقدات التي تقوم عليها فلسفة الحزب.
ومن المرجح أن يتم انتخاب شي جين بينغ لولاية ثالثة غير مسبوقة أمينا عاما للحزب الشيوعي الصيني خلال المؤتمر الذي يعقد مرة كل 5 سنوات.
وبعد اعادة انتخاب الرئيس بينغ يصبح احد اثنين في طابور الخالدين بالسلطان، ولم يتوفر لاي من الرؤساء الذين جاؤوا الى الحكم بعد وفاة الرئيس ماو.
و يؤسس الرئيس بينغ الى اشتراكية صينية جديدة. وفكره السياسي في التجربة الصينية يضاف الى فكر ماو تسى تونتج وخليفته في رئاسة الصين دنج شاو بينج.
و الرئيس بينغ الان يعتبر مرجعية ايدولوجية للنخبة الحاكمة الصينية. وفي الفكر الاشتراكي يأتي بعد كارل ماركس ولينين،و ماوتسى تونج.
العالم يتابع بترقب مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني.. وصانعو القرار ومخططو السياسة في دول الغرب : امريكا واوروبا يعرفون حق معرفة ويتابعون باهتمام مشترك، ماذا تقول دولة على مشارف العظمة الكونية، وخطاب رئيسها الذي يقود اكبر حزب على الكرة الارضية، وعدد اعضائه تجاوز 100 مليون، وشعب بلاده يشكلون نسبة ربع الكرة الارضية، ودولة نفوذها لم يأخذ وقتا طويلا لينعكس اقليميا ودوليا.
و اعتقد ان الحدث الصيني مهم عربيا.. وان صناع القرار في السياسة الخارجية بالدول العربية معنيون في متابعة التطورات الجارية في الصين وانعكاسها على البلاد العربية وسياساتها ورؤاها واستراتجياتها.
العرب يتكلمون كثيرا عن الصين، ولم يستفيدوا من التجربة الصينية في التقدم الاقتصادي والتطور العلمي والتكولوجي، والتنمية، وتطور التعليم والبحث العلمي،و الصناعة.
العلاقة العربية / الصينية محشورة في زيارة وفود في احسن الاحوال يعود اعضاؤها مبهورين ومصدومين، وحاملين في اسوأ الاحوال حسد وغيرة واقتناعا زائفا بان الصين دولة غير ديمقراطية وقميعة، ويسمعون اخبار الصين من الوكالات الامريكية.
الصين نهضت وتقدمت.. الطبقة والنخبة العربية المتعلمة والمثقفة والسياسية ينظرون الى الصين دولة مختلفة مثلنا، ومن العالم الثالث، والبعض في نقاشات يروج لاتهام الصين من منظور وافق ضيق بانها دولة تنتج سلعا رخيصة.
الرئيس بينغ تبنى فكرا اشتراكيا بوصفة وخصوصية صينية.. وكما انه طرح في مؤتمرات ومنتديات دولية فكرة العولمة الصينية الواعدة، وعولمة صينية مضادة تتفادى العولمة الامريكية الرأسمالية.
و في مطبخ السياسة الصينية، فان اطروحات وافكار الرئيس بينغ خاضعة للاختبار والتجربة، وفكرة العولمة الصينية وتتبني الدولة مشروعها ، وحلت كسياسة عامة وبيروقراطية للدولة، وجاءت في 3 محطات على الاقل، وفي مقدمتها مشروع مبادرة الحزام والطريق،وما فرخ من مشاريع في باكستان ، مشروع ميناء جوادار، ومشروع خط سكة حديد شرق أفريقيا،و فى مشروع إنشاء أول قاعدة خارجية متعددة الأغراض فى جيبوتي.