ما هي رسائل الدولة والاجهزة الامنية في انتخابات الغرف الصناعية ..؟؟
خاص- حسن صفيره
مع اسدال الستارة على انتخابات الغرف الصناعية التي انتهت مطلع الاسبوع، السبت، و توجت بقامات اقتصادية وازنة لرئاسة مجالس غرفها، تجدر الإشارة وبقوة الى نسب التصويت التي خرجت بصورة مشرفة تقودنا لحقيقة واحدة كسطوع الشمس بأننا شهدنا انتخابات شفافة تمت ادارتها بنهج وطني مشرف .
نسب الاقتراع في أكبر وأهم الغرف الصناعية الثلاث، العاصمة والزرقاء واربد، حملت مؤشرا صارما ان الاردن يدخل مئويته الثانية بدعائم حقيقية صلبة لكل اشكال الديمقراطية المكللة بالنزاهة والمبدأ والموقف، حيث بلغت نسب الاقتراع في غرفة صناعة عمان 86%، وفي غرفة صناعة اربد 97%، وكانت الزرقاء بحق النموذج الأقوى والأجمل حين بلغت نسبة الاقتراع لنحو 93%، وفق تصريح رسمي موثق للهيئة المستقلة للانتخاب.
انتخابات غرف الصناعة كانت حقيقة مرآة عاكسة لكل جهد وطني سواء ادارات الغرف التي ادارت عملية الاقتراع، ومن المرشحين انفسهم، ومن الجسم الصناعي للاعضاء من الناخبين، لتخرج بحصيلة مؤكدة ان الجميع وقف مع الوطن لا مع ممثليه فحسب,
الاجهزة الأمنية، وكعهد الاردنيين بها، خرجت بأداء متفوق لافت، من حيث التغطية الامنية غير المسبوقة بالانتشار وتوافر العناصر الامنية بكل مكوناتها لحفظ المناخ العام والانتخابي، ومن إشراف وتواصل، كانت اجهزتنا الامنية حلقة وصل بين النجاح والوطن، بين تكريس الديمقراطية وحفظ النظام، بين الناخبين والمرشحين وتخقديم كل اشكال الدعم المتاح والممكن لتخرج الانتخابات بصورة تليق بالأردن وكما ارادها سيد البلاد .
في الزرقاء، وطوال ساعات يوم الاقتراع، لم نكن امام عملية اقتراع فحسب، ونحن امام دور امني جبار تمثل بتواجد القيادات الامنية في الميدان للمشاركة للمهمة الأسمى في فرض هيبة الدولة والنظام، اليات ومرتبات وافراد ومدير ادارة شرطية لا يٌشق لها غبار، لتكون المحصلة عرسا وطنيا بنكهة زرقاوية.
نجاح انتخابات الغرف الصناعية بهذا الحجم من النزاهة والكفاءة والشفافية والنتائج، اوقفت بالكامل نهج الاقتناص والتربص وتقويض الجهود وجلد الذات ازاء كل جهد وطني خالص كان يهدف لتحريك عجلة الديمقراطية في البلاد، اوقفت النعيق والتقولات التي طالما رافقت انتهاء العمليات الانتخابية سواء النيابية او البلدية وغيرها في الماضي، ليجد الاردن والاردنيين انفسهم صناع مؤسسات وديمقراطيات وبكل اقتدار .
الدولة والاجهزة الامنية تبعث حالياً برسائل مهمة عبر هذه الاعراس الديموقراطية فيما يخص الانتخابات وطريقة تعاملها ونهج اجراءاتها الذي ابتعدت فيه كلياً عن فرض اجندة خاصة بالتدخل او بالتأثير لفرض خيار معين وكانت على الحياد التام وستكون ايضا بعد شهرين على موعد مع انتخابات الغرف التجارية والتي ستكون صورة طبق الاصل عن الصناعية في نزاهتها وشفافيتها ولتقول لكل الاردنيين ان عهد الاصابع الممتدة واللهو الخفي قد انتهى وان (الاسلام يَجُب ما قبله) وسيدخل الوطن بألفيته الثانية عصراً نقياً نظيفاً خالياً من الشوائب والمنغصات ليكون بعدها الحكومات البرلمانية بخيار شعبي عبر صناديق تلفحها الشمس وتكون تحت خيمة السماء وليس بالغرف المظلمة والشبابيك المعتمة فهذا الاسلوب دُفن الى الابد ولن يصح الا الصحيح.