قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية إن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ستنتهي بالمفاوضات، ويتعين على أمريكا أن تضع الأسس لها.

وأشارت المجلة إلى أن الأحداث التي شهدتها الحرب منذ أوائل سبتمبر/ أيلول الماضي، من مكاسب أوكرانية واسعة، تلاها تعبئة روسية، وضم مناطق أوكرانية، وهجمات صاروخية على البنية التحتية، والتهديدات النووية دفعت الحرب إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة.

وأشارت إلى أن إدارة الرئيس بايدن سعت منذ بداية الحرب إلى التزام نهج سياسي متوازن، يتضمن تزويد أوكرانيا بالسلاح مع التأكيد على أن أمريكا لن تتورط في الصراع مع روسيا بشكل مباشر.

لكن، وبحسب "فورين أفيرز"، فإن الإدارة تجاهلت تماما الحديث عن أحد الأمور الحاسمة لاستراتيجية الحرب، ألا وهي كيف ستنتهي الحرب؟

وقالت المجلة إن الخبراء وصناع القرار الذين أكدوا على ضرورة دعم واشنطن أيضا للجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى تسوية تفاوضية، اعتبروا "خونة ساذجين"، في إشارة إلى بعض الديمقراطيين الذين دعوا بايدن بداية أكتوبر/ تشرين الأول للحديث مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، للتوصل إلى حل دبلوماسي.

وتشير المجلة إلى أن كل الحروب تقريبا انتهت بالمفاوضات.

كما ترى أن تصعيد موسكو هذا الخريف قد يسفر عن حرب أوسع نطاقا مع الناتو واستخدام الأسلحة النوويةـ وأن التكلفة الاقتصادية العالمية للصراع هائلة بالفعل ومن المؤكد أنها ستزداد مع بداية فصل الشتاء.

وترى المجلة أنه حتى وإن بدت النهاية التفاوضية للحرب مستحيلة اليوم، ينبغي على إدارة بايدن - وشركائها – وضع الأسس لهذه النهاية.

وأضافت:"يجب أن تفكر في التوقيت المناسب للضغط من أجل المفاوضات وعند أي نقطة ستفوق تكاليف الاستمرار في القتال الفوائد".

وأوضحت أنه في إطار السعي إلى تسوية مستدامة، يجب على الإدارة الأمريكية أيضًا معرفة كيفية الاستفادة من نجاحات أوكرانيا دون تمهيد الطريق لمزيد من الصراع.

وللتحضير لأفضل صفقة، يجب على صانعي السياسة الأمريكيين الحفاظ على جبهة مشتركة بين الغرب وأوكرانيا، ومراعاة السياسات الداخلية الأوكرانية والروسية، وتبني المرونة، لا سيما في تحديد العقوبات ضد روسيا.

وتابعت:" إذا لم تستعد إدارة بايدن في القريب العاجل، فقد تضيع منها هذه الفرصة".

كما ترى أنه ينبغي أن صناع السياسة وضع معايير أساسية واضحة للتسوية، تتسم بقدر كبير من المرونة في الكثير من التفاصيل، مع الأخذ في الاعتبار بعض النقاط غير قابلة للتفاوض، التي تتمثل في سيادة أوكرانيا وحماية المواطنين الأوكرانيين، وخاصة أولئك الذين يرغبون في مغادرة الأراضي المحتلة.

على الصعيد الآخر، ينبغي على السياسة ينبغي على صانعي السياسة التفكير جديا في كيفية اللجوء إلى تخفيف العقوبات للحصول على امتيازات روسية، إذ تعد هذه الخطوة شرطًا أساسيًّا لاتفاق سلام ناجح.