سيبقى الشهيد القائد ابو عمار أيقونة الثورة الفلسطينية وكوفيته عنوان المقاومة ...



خاص- مهند العتيبي
لم يكن يُخيل للرجل الثوري الذي فاقت سيرته أساطير الثورات بأن ينتهي به المطاف ملاقيا الموت في أرض غريبة وعاصمة اجنبية وهو من نذر حياته لأجل أن يظل الثرى الفلسطيني الوطن والمأوى والملاذ الاخير حتى الأنفاس الاخيرة.

ظل الرمز القائد ابو عمار أيقونة الثورة الفلسطينية حتى بعد رحيله، وظلت كوفيته عنوان المقاومة ليس في أرض فلسطين وإنما في العالم بأسره. 

ثمانية عشر عاما على رحيله، لم تفارق صورته المخيلة الفلسطينية، ليس بوصفه القائد والثائر والرئيس بل لأنه حالة متفردة لن تتكرر في قاموس الزعامات والرؤساء.

ظل ابو عمار وطيلة سنوات عمره التي اختتمها قبل مرضه وذهابه للعاصمة الفرنسية للعلاج،  بعد تدهور سريع في حالته الصحية، إثر محاصرته من جيش الاحتلال  لعدة أشهر في مقر الرئاسة (المقاطعة) بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، يردد مقولته الشهيرة (يريدوني إما أسيراً..وإما طريداً..وإما قتيلاً..لأ أنا بقولهم شهيداً شهيداً..شهيداً..شهيداً..)، ليختم حياته شهيدا على الارض التي احبها وعشقها حتى آخر انفاسه الطاهره . 

بيد ما رافقت طريقة موته من ملابسات ترجح اغتيالهالأهم في سيرة الرجل، أنه الأساس والمرجعية الأولى لكل فعل مقاومة تشهده أرض فلسطين، فتلك الأجيال الحاضرة اليوم في تسيد واجهة المقاومة في مختلف محافظات الوطن الفلسطيني، الغالبية العظمى من ابطالها هم ممن ولدوا بعد رحيله، لكنهم فتية آمنوا بالقائد الرمز بموازاة إيمانهم بالوطن الفلسطيني .

فلسطين الهاجس الذي ظل ملتصقا بكوفية الختيار، ستظل فلسطين الحشد والرباط والمقاومة، وستظل ذكراه حية في قلوب المرابطين على الثرى الفلسطيني..