كم تقبض ككاتب؟
بقلم بكر ابو بكر
كثيرا ما يسألني الأخوات والأخوة الكرام حول الاستفادة من عملي (غير الوظيفي) كمشرف ومنظّم لدورات تنظيمية وسياسية ومدرب، وكمؤلف وكاتب!
وكأنهم بما وراء السؤال يقصدون الاستفادة المالية دون أن يصرّحوا بها،وبعضهم صرّح بها، هذا لعلمهم بمقدار معاناة الكُتّاب والمثقفين في بلادنا حتى لتجد منهم من يطويه التراب ولم تظهر ابداعاته للنور لسبب ضيق ذات اليد.
في السؤال عن الاستفادة -بما وراء الكلمات للغالبية- إن قُصدت المالية فإنها لم تعني لي يوما أي شيء، بمعنى أنني لم أطالب أحدا بثمن كتبي أو دراساتي وأبحاثي أو مقالاتي الكثيرة.
كما لم أتقاضى ثمنا لدوراتنا التدريبية للكوادر لعشرات السنين، وما كان القليل الذي دُفع لي في بعض الدراسات والأبحاث أو طباعة عدد من كتبي التي وصلت العشرين كتابا إلا بدعم مؤسسات محدودة، أو بدعم عدد من الأصدقاء الاحبة الكرام.
وسأذكر لكم طرفة ولكنها حقيقية حصلت معنا في المجلس الثوري لحركة فتح إذ افترض عدد من الاخوة الأعضاء الجدد أن عضوية المجلس الثوري تعني مردودا ماليا مثل المجلس التشريعي، وعندما اكتشفوا منكسرين أن هذه العضوية طوعية! أي بلا أي مخصصات مالية! قاتل البعض منهم لمحاولة تثبيتها وفشلوا، وكان لي الجواب على كل من يسأل عن راتبنا في المجلس الثوري أن قلت: نعم هو موجود متمثلا بشطيرة فلافل وشطيرة شاورما أثناء الجلسات، وعلبة كولا أو عصير! فيرفعون حواجبهم تعجبا واستغرابا، ولكنها الحقيقة.
وعليه فالقضية المخفية أجبنا عنها منذ البداية، أما إن كان قصد السؤال الاستفادة الثقافية والفكرية والتنموية للذات والمجموع فهي كثير وكثير جدا.
القراءة والحوارالذاتي ومع الآخرين والتعارف والمحبة، والبحث والتقصي والتدقيق والأرق ومحاسبة النفس والمراجعة الدائمة والتجدد...الخ، واستفدت الكثير الزخِم ما أصبحت ما أنا عليه