هل ستزداد محاولات تهريب المخدرات من سوريا للأردن بالشتاء؟

قال ناشطون ومراقبون في جنوب سوريا، إن ميليشيات إيران ومهربي المخدرات التابعين لها صعّدوا عملية تصنيع حبوب الكبتاغون المخدرة والحشيش، مع اقتراب فصل الشتاء الذي تزداد في عملية التهريب خاصة باتجاه الأردن.

وتمنح العواصف الترابية والضباب والأمطار المهربين غطاء لمحاولة التسلل نحو الحدود السورية مع الأردن والتي يزيد طولها عن 375 كم.

وقال يوسف المسالمة وهو أحد أعضاء تجمع أحرار حوران في درعا، وفق تقرير رصده موقع "خبرني" لموقع 24، إن إيران استغلت العملية العسكرية التي شنها الجيش السوري مع فصائل موالية له ضد داعش في محافظة درعا، للتمركز على مناطق قرب الحدود مع الأردن.

وأضاف المسالمة أن إيران استغلت العملية التي شنها الجيش السوري وفصائل موالية له ضد تنظيم داعش الإرهابي في درعا، للتمركز قرب الحدود الأردنية بهدف الاستعداد لزيادة تهريب المخدرات في الشتاء.

ولا تلتزم إيران باتفاق المصالحة الذي عقد عام 2018 بين المعارضة والنظام والذي نص على ابتعاد الميليشيات عن الحدود بمسافة 60 كيلو متراً.

 

ترقب أردني

على الجهة المقابلة، يتوقع الأردن بأنه مقبل على فترة تزداد فيها محاولات التسلل وتهريب المخدرات بسبب فصل الشتاء والأجواء الضبابية.

وعلى الرغم من ذلك، يقول مصدر أردني، إن القوات المسلحة على الحدود مستعدة للتعامل مع كافة السيناريوهات، ووضعت خطة مسبقة وقواعد اشتباكات جديدة للقضاء على كافة أشكال التهريب.

وقال المحلل السياسي عامر ملحم، إن الأردن يبذل جهوداً كبيرة منذ بدء الأزمة في سوريا وتحولها إلى عاصمة "مخدرات" تديرها ميليشيات موالية للحرس الثوري الإيراني على رأسها حزب الله اللبناني.

ويملك حزب الله اللبناني سجلاً طويلاً في تجارة وتهريب المخدرات، كما هو الحال عند ميليشيات أخرى مدعومة من طهران في العراق واليمن.

ويرى ملحم أن الفراغ الذي تركته روسيا في جنوب سوريا بفعل الحرب على أوكرانيا، منح الميليشيات مساحات واسعة للتحرك والبحث عن مصادر للمال كتهريب المخدرات والسلاح.

ويؤكد ملحم أن الأهداف التي تجنيها إيران من تهريب المخدرات، تتمثل بالحصول على موارد مالية في ظل العقوبات الغربية، وتدمير المجتمعات العربية.

 

القاسم المشترك.. إيران

وإلى جانب سوريا، يشهد العراق انتشاراً واسعاً للمخدرات، في وقت تحاول فيه السلطات بذل جهود أكبر لمنع وصول هذه الآفة إلى المواطنين وخاصة الشباب.

وتعلن الأجهزة الأمنية العراقية بشكل شبه يومي عن ضبط تجار ومروجي مخدرات وكميات كبيرة من المخدرات على رأسها حبوب الكبتاغون.

ونقلت وسائل إعلام عراقية عن رئيس مركز حقوق الإنسان في العراق، علي العبادي، قوله بأن العراق بات الأكثر بين دول المنطقة تعاطياً وترويجاً للمخدرات التي يدخل 80% منها من إيران.

وحمل العبادي الحكومة العراقية المسؤولية الكاملة عن تزايد نسب تعاطي المخدرات، وأرجع الأمر إلى عدم جدية الأجهزة الأمنية في الحد من هذه الظاهرة.

وفي اليمن، يقول تقرير صادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، إن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، حولت اليمن إلى سوق مفتوح للمخدرات.

وذكر التقرير أن اليمن بات سوقاً للكثير من السلع المحظورة كالمخدرات منذ بداية الانقلاب الحوثي بشكل كبير.

وأكد أن تهريب المخدرات مرتبط بشكل وثيق بالميليشيات الانقلابية وقيادات فيها تعمل على تسهيل مرورها.

وبعد إحباط محاولة بحّارة إيرانيين تهريب مخدرات إلى اليمن قبل أيام، اتهمت الحكومة اليمنية، النظام الإيراني بتعمد محاولة إغراق الأراضي اليمنية بالمخدرات ضمن استراتيجيته للفتك باليمنيين.

وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن النظام الإيراني لم يكتف بتهريب الصواريخ الباليستية والأسلحة لقتل اليمنين، بل عمد إلى محاولة إغراق الأراضي اليمنية بالمخدرات ضمن استراتيجيته للفتك باليمنيين، والعبث بأمن واستقرار اليمن والمنطقة.