النائب الرواشدة يكتب : الرؤية من الغربال وإصرار الحكومة وهذا التجاهل غير المفهوم..

يقال في امثالنا العامية (اللي ما بشوف من الغربال اعمى) ولكن يبدو ان غربال الحكومة أصبح منخلا دقيقا لدرجة انعدمت لديها الرؤية وربما يحق لنا القول انعدمت لديها الحكمة، وكأنها لا تقرأ المشهد ولا تعيشه، وكأنها تعيش في بلاد الواق الواق، وكأنها تستهين وتستخف بألم الناس ولا تستشعر حجم الغضب عندهم، ولا تقدر حجم الضغط الذي تولده هذه السياسات البعيدة عن الحكمة ومراعاة ظروف الناس، هذه السياسات التي لا تعي حجم الكارثة التي تحل بالبلد نتيجة هذا العناد والإصرار غير المفهوم ولا المبرر وكأننا نعيش حالة حرب حقيقية تدور رحاها بلا هوادة بين الحكومة وجيوب المواطنين، وكان كل الحلول أصبحت عقيمة لا تنجب الا مزيدا من الوصول ال قعر جيب المواطن المفرغة بأسعار فلكية للمشتقات النفطية وأسعار عالية لكل شيء وخيبات امل بكل شيء او ما ينقذها ما حالة اليأس والفقر الذي تحول فعلا ليصبح كفرا بكل ما يسمع وما يقال من الحكومات، فقد باتت الحكومات في واد والشعب في واد واللقاء بينهما ثمنه المزيد من الاحتقان والسخط وانتظار الأسوأ وكأن الحكومات تراهن على صبره وغضبه الذي يحصنه الا حب الوطن وقائد الوطن وامن الوطن وسلامة الوطن.
صرخات الناس الم تطرق مسامع الحكومة؟ وكم تحتاج من الوقت كي تستفيق من نشوة الإصرار والعناد والمكابرة على حساب صبر المواطن وليله الشتوي البارد القارس البرودة؟ كم تحتاج من الوقت لتكتشف انها جوعته وعرته وحرمته من الدفء ومن ابسط مقومات الحياة؟ جولة بسيطة في الشوارع من أصحاب المعالي سيكتشفون هول ما نجم عن قرارتهم المبتعدة عن هم المواطن اليومي، فتشوا عن حلول من الغربال انظروا الى الشعب مباشرة بدون غربال بدون منخل بدون حجاب، أليس لكم عيون تبصرون بها وقلوب تشعرون بها، لقد ضاق الحال بالناس الى حد لا يستشعره الا ذوي الضمائر الحية ونرجو ان تكونوا منهم ولعل الغربال يكون متسعا لنظراتكم في حال الناس، وحسبنا الله ونعم الوكيل.