حسم ملكي وإرث ديني وتاريخي وخطوط حمراء لاتمس وتكامل عربي مطلوب.

بقلم الدكتور هيثم احمد المعابرة 

لقد كانت الدولة الأردنية منذ أمد  التاريخ  دوما في فم التاريخ السياسي والصراعات الاقليمة العاصفة بوصفها منطقة فاصلة ومتوسطة وذات موقع استراتيجي لطرق التجارة وهي دوما في بطن الجغرافيا المعقدة  التي هي أحد أهم عوامل حضور الدولة الأردنية على كافة المستويات العربية والاقليمية  والدولية  بالإضافة إلى الإرث الكبير للأردن كوريث للثورة العربية الكبرى والشرعية الدينية والتاريخية والدستورية للملك عبدالله الثاني ابن الحسين  .

لقد كانت المقابلة التي  أجراها جلالة الملك عبدالله مع قناة CNN الاميركية فاصلة  ومهمه  وحملت  مضامين ورسائل  حاسمة وشاملة وواضحة للمجتمع الدولي في بيان  الوضع القائم في فلسطين بشكل عام ومدينة القدس بالتحديد جراء ما تواجهه من اعتداءات متكررة ومحاولات لطمس الهوية الإسلامية والمسيحية والتحذير من انتفاضة ثالثة ستكون ذات  عواقب وخيمة على الاقليم والمجتمع الدولي وتمحورت حول وضع النقاط على الحروف في سياق الاستهدافات الإسرائيلية للبناء التاريخي والقانوني والتشديد ومحاولة إفراغ الوجود المسيحي في فلسطين من أبعاده التاريخية والروحية والسياسية .
لقد كان الحديث الملكي  قويا وحاسما ولايقبل القسمة على إثنين بأن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس خط أحمر للمملكة الأردنية الهاشمية لن يسمح بتجاوزه وأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية  مسؤولية دينية تاريخية وقانونية  وتعتبر خط أحمر لايمكن المساس به اطلاقا  مهما كلف الأمر. حيث ظلت القضية الفلسطينية والقدس  تستحوذ على تفكير جلالته ومحور أحاديثه في كل لقاءاته مع مؤسسات ودوائر صنع القرار السياسي الدولي .
 
لقد كانت التأكيدات الملكية  المستمرة  والتي جاءت ضمن سياق المقابلة  تركز على جهود حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وحماية الوجود المسيحي بمنطقة الشرق الأوسط حيث كان الأردن  ملجأ للجميع  وخاصة المسيحيين وقت الحروب والصراعات الاقليمة  المختلفة التي عصفت بالمنطقة خاصة في العراق وسوريا .

وفي مضامين الرسائل الملكية خلال المقابلة  ركز جلالتة على أهمية التكامل والتعاون العربي 
حيث كان لجلالة الملك دور كبير في دعم التعاون العربي من خلال سعيه الدائم للوصول الى استراتيجية تكفل للأمة العربية تعاونها وتضامنها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا  وبلوغ أهدافها القومية وتحقيق  الأمن الاقتصادي  وتعزيز البناء مع جميع الدول على أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول مع امتلاك  الأردن الجغرافيا  وموقعا مهما ومؤثرا في السياسة الخارجية ويكون الثابت الوحيد هو الدور المحوري والمؤثر لجلالة الملك عبدالله الثاني لما يتمتع به جلالته من مكانة لدى صانعي القرار العالمي والثقة الكبيرة لدى زعماء العالم بشخص جلالة الملك على الصعيدين الاقليمي والعالمي والمكانة الرفيعةالتي يحظى بها. 

أن الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني يؤكد دائماعلى الشراكة الكاملة في الموارد والتنمية المستدامة لما بها مردود ايجابي على الأردن والمنطقة كاملة مع سعي الأردن  الدائم  على أمن واستقرار العالم العربي  والإسلامي وتعزيزمنعتها مع ضمانة إقامة تحالفات اقتصادية تجارية فاعلة وحقيقية وتكاملية  تساعد على  تحقيق النمو الاقتصادي  والتنمية  المستدامة  للأردن والعرب  في ظل الظروف  والتحديات  المحلية والاقليمية والعالمية  التي جعلت اقتصاديات  العالم  بأسره تحت الضغط  وشكلت عاملا لعدم الاستقرار.  

 ومن هنا أؤكد  أن  الأمن والقوة والمنعة للمملكة هي أمن وقوة لفلسطين ولأشقائها العرب ما يستوجب منا التصدي لكل ما يهددها وما يحاك ضدها من محاولات لزعزعة جبهتها الداخلية فبوحدتنا الوطنية  والتفافنا حول قيادتنا الهاشمية الحكيمة  صمام امان كفيل أن يبقي الأردن قويا وامنا واستقرار وقادرا على الدفاع عن قضية الأمة الأولى وتجاوز كل التحديات والصعوبات في ظل  الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية التي يشهدها الأردن بتوجيهات ملكية  والتي ستكون أن شاء الله  عاملا مهما في تطور وازدهار الأردن  وتحقيق التنمية الشاملة  والأمن الاقتصادي والمجتمعي .