الحباشنة يكتب :الراحل الدكتور عبدالسلام المجالي لا يحتاج الى شهادة من احد..

الراحل الدكتور عبدالسلام المجالي لا يحتاج الى شهادة من احد ، و حتى يكون رجلا بقدر المسؤولية و الحكمة والفطنة السياسية ، وقدم للاردن الكثير والكثير ، ووقف في رجاحة عقله ورشده السياسي الى جانب وطنه ودولته ، و شعبه . 
ما تعرض اليه الراحل المجالي من حروب كلام ما كانت يوما من الايام تخذله و تقلل و تمس من وطنيته المطلقة الحرة والابية . 

ولم تجعله يصمت عن الحق والدفاع عن الوجود و المصير الاردني ، و في كل التوترات السياسية و الامنية اردنيا و اقليميا وارتدادتها لم نسمع من المجالي الا كلاما حكيما ووازنا ، وكلاما يفهمه و يرهبون ويحسبون حسابه اولا فرقاء الخارج في الاقليم و العالم . 

مقام الراحل المجالي ثباته في مواقفه الوطنية ، و انحيازه المطلق الى الدولة الاردنية و ثوابتها التاريخية و خياراتها الاستراتجية ، وتحصين الاردن من اطماع الاشقاء والغرباء . 

المحالي ما غادر الاردن يوما ، ومع كل ما مر من ظروف و منغصات ، و بقى هنا ثابتا ومقاوما و صابرا .. و ما شعر يوما بان فورة وليدي السياسة و السلطة الجدد يمكن ان يزعزعوا ثقة وحب الاردن . 

في الاردن.. عشرون رئيس حكومة سابق مازالوا على قيد الحياة .. الراحل المجالي من اعمدة السياسة والدبلوماسية العربية و الاسيوية و الشرق اوسطية و العالمية .. 

و يصعب انكار ان المجالي ثبت في ظرفية معنية قاسية و لعينة و شاقة على الاردن حقوقا و ثوابت اردنية بالتفاوض و طاولة الحوار .. السلم اخو الحرب ، وللسلام منطق و الحرب منطق اخر .

لمن لا يعلم فان المجالي في رحيله و موته قدم درسا بالغا في الاخلاق والوطنية .. ثمة خيط فاصل بين الحق والظلم ، والتجني و الحقيقة .. و خيط فاصل بين كرام القوم و احقرهم .. 

ولمن يريد ان يتعلم بعيدا عن الغوغائية و العصبيات العمياء ، وكيف يفكر الرجل العاقل ، و صاحب الضمير والدار ، وصاحب الافق و الرؤية الثاقبة للمستقبل و مصير وطن واجيال .. 

لا مجال للخلط بين الحكمة والمسؤولية والرعونة و الانفعال .. ولا مكان للخطأ في قصور النظر ان كان القضية هي الاردن و مصيره ووجوده ومستقبله .. 

حمى الله الاردن ، و الرحمة لروح الراحل الكبير الدكتور المجالي ..

فارس حباشنة