اعرف ان جمهور فيسبوك يسمع و لا يفكر ، و يسمع وينقل و يردد الاتهامات دون ان يمحص و يدقق ويستقصي الحقيقة .

البعض يقول لماذا يكتب فارس حباشنة عن توفيق كريشان ، ولماذا خرج مدافعا عن كريشان ؟! 

ما اكتبه ليس دفاعا و الرجل ليس في معرض الحاجة لدفاع من احد .

و ما اكتبه اولا و ثانيا يرتبط في تعريف ذاتنا الوطنية و الجرم الوطني ، و اغتيال ذاتنا الوطنية ، و كيف يريدوننا دون ذاكرة و دون حس رمزي

 ، و يردوننا حطام و حطام من الاسماء .. 

للاغتيال ثلاث مقاربات : اغتيال حسي و اغتيال مكاني ، والاغتيال الاخطر للشعب ، و اغتيال المعنوية العامة و الثقة ، و اسر الشعب في لعنة التشكيك و الاتهام .

لا نحتاج كثيرا من الخيال والتفكير كي نتصور انهم يريدون الاردن ساحة للفوضى ، و ساحة احتراب ذاتي ، كم هم حريصون على ممارسة اغتيالات 

عامة . 

-

بخصوص الباشا كريشان .. 

لم اشاهد يوما توفيق كريشان في رنج روفر او لاند كروز نمرة بيضاء ، او انه يستبدل كل عام سيارة حديثة باخرى .

ولم اسمع ان توفيق كريشان اشترى قصرا في عبدون او بنى قصرا و شالية و مزرعة في الاغوار ..

ولم اسمع ان توفيق كريشان اشترى او دشن مولا و مجمعا تجاريا في شارعي مكة و شارع المدينة المنورة ودابوق . 

 

لم اسمع ان توفيق كريشان مساهم في بورصة عمان و يضارب باسهم شركات : الكهرباء و البوتاس و الفوسفات و البنك العربي .

لم اسمع ان توفيق كريشان مد يده يوما و غمس في صحون و طناجر مؤسسات التمويل الاجنبي ، و انه عين بمنصب شرفي رئيسا فخريا لجمعية ممولة من سفارات اجنبية . 

ولم اسمع ان توفيق كريشان اشترى بيتا في الريف الانجليزي او شاليه في مرمريس او بورمو التركية ، او فيلا في ايلة وسرايا العقبة 

 او اشترى يختا و قاربا للاستجمام و الصيد ..

لم اسمع ان توفيق كريشان اقام حفل زفاف نجله في ديونز ورويال و كومنسكي وماريوت البحر الميت .

لم اسمع ان توفيق كريشان جلب نجوى كرم و راغب علامة و اليسا وعمرو ذياب و محمد حماقي ليحيوا حفل عيد ميلاد او خطوبة او زفاف .

كريشان مديون ، و يسكن في منزل متواضع ، و بعض الاشهر ينكسر عليه فاتورة الكهرباء و قسط البنك ، و مثل اي اردني جاي من

 الجنوب الى عمان . 

لديه صالون كبير وواسع بالحب والطيب يستقبل ضيوفه و يكرم عليهم دون ضجيج ، و لا يغادر بيته صاحب مظلمة و عوز و طالب غوث و اعانة . 

ولديه سجادة صلاة ، و مكتب و مكتبه ، و مصحف شريف ، مسبحة لترديد ذكر الله و اسمائه الحسنى .

ممكن ان تتهم بكريشان بانه عصبي و حاد بالرأي و صلب بالمواقف الصعبة ولا يهادن في مصلحة الاردن ، و يمكن ان يتهم بانه يستشرف طالع الايام و المستقبل ، و ذو بصيرة سياسية حادة ، و مسكون بالخوف و القلق على الاردن .. 

مر على الحكومات الاردنية الاف الوزراء ورؤساء حكومات ، ولكن هناك من تمييز وخلق حالة سياسية واجتماعية عابرة بحكم الكاريزما ، و الحكمة و الثقة ، و الدهاء و الفطنة و حب الناس ، و هي خصال موروثة ، و لا تكتسب من تعليم اومدرسة او اوصياء او بالاتصاق و تعيينات الطفرات و التشوه الجيني . 

فارس حباشنة