خطاب الكراهية ومخططات المرتزقة وجبهتنا الداخلية وماكينة الاردن الدبلوماسية ...
خاص- حسن صفيره
في ضوء المستجدات السياسية المتعلقة بمتانة النظام ولحمة الشعب والتفافه حول مؤسسته الأمنية والعسكرية، وكثير من القضايا ذات الشأن المصيري ازاء ترسيخ وحماية مفهوم الدولة، يقف الاردن راهنا أمام مفترق طرق لترسيم علاقاته عربيا واقليميا وعالميا، ابرزها التجاذبات السياسية التراكمية التي خلفت اثارها على الدولة الأردنية خلال الاعوام القليلة الماضية.
يتفق الجميع ازاء التداعيات التي خلفها الملف السوري على العالم والمنطقة والاردن على وجه التحديد، والذي تحمل تكاليف باهظة جراء ملف اللاجئين السوريين في الاردن، وما اعقب ذلك من مجابهته الجبهة الشمالية وازدياد العبء الأمني والعسكري على هذه الجبهة ابرزها مجابهة الاردن لاختراقات تهدف للي ذراعه من خلال الضغط بورقة تهريب المخدرات للاراضي الاردنية/ وما يتبع ذلك من تفاصيل مطولة ايضا يعرفها الجميع.
على الجانب الاخر، ومع مستجدات تسلم اخطر وأشد حكومة يمينية متطرفة لدولة الكيان، بدأت الحرب معلنة وان كانت بطريقة ديبلوماسية، وليس ادل على ذلك من تصريحات الفريق الحكومي لدولة الكيان حملت في باطتها وظاهرها العداء السافر تجاه الاردن، ابرزها ملف الوصاية الأردنية على المقدسات، والتي تلقى دعما عالميا وعربيا ازاء المحاولات المكشوفة والهزيلة لدولة الكيان في نزع حق الوصاية، فيما ارتدت الخطوة الاخيرة التي قامت بها دولة الكيان عبر ما يسمى في دولة الكيان ( وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير) باقتاحم المسجد الأقصى، ردود فعل دولية عاصفة ادانت جميعها الاجراء الصهيوني وذلك في جلسة لمجلس الأمن الدولي والامم المتحدة، اسهمت نتائجها في كشف النوايا السوداء لبرنامج حكومة نتنياهو"، الامر الذي قوبل بخروج الاف "الاسرائيليين" اول امس الى شوارع تل ابيب للتنديد بحكومة "نتنايهو" التي وصفها "الاسرائيليون" انفسهم بالاجرامية.
رسائل الملك الى دولة الكيان يجب تثمينها بشعبيا بحتمية تليق بجهود مؤسسة القصر
حديث الملك خلال لقاء موسع على اهم واكبر القنوات العالمية امريكيا الاسبوع الماضي، حملت رسائل عميقة، بالواقع وبصورة جلية وواضحة انها تستند الى رهان الملك على الشارع الاردني، قبل رهانه على مؤسسات العالم وأنظمته السياسية.
تحدث الملك عن الأوراق الرابحة التي يمتلكها الأردن، وتحوله الى ماكينة دبلوماسية فعّالة تنضم إلى الفلسطينيين في المحافل الدولية وتُرهق إسرائيل لا بل تُزعجها وتُقلقها، بل ذهب الملك الى ابعد من ذلك بتعرية المؤسسة الصهيونية التي تعمل ماكنتها بالمقابل على اذكاء الصراع في المنطقة والعالم وليس الاردن والاراضي الفلسطينية فحسب.
تحدث الملك عن الترسانة الاردنية ليس عسكريا فحسب، بل ترسانة لن يعيها كيان مرتزق لا يملك هويته مقابل دولة اردنية ضاربة جذورها في عمق التاريخ والجغرافيا، فيما الملك يضع العالم وليس دولة الكيان فقط امام ترسانته المتفردة المتمثلة بالأردنيين انفسهم، من شارع قبائل وعشائر وبرلمان ومكونات سياسية وشعبية .
حديث الملك عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، رسالة واضحة لدولة الكيان وحكومتها المترفة بأنها وصاية لا تقبل النقاش، فهي وصاية عمرها أكثر من مئة عام.
تصريحات الملك هي في احد منحنياتها رسالة للأردنيين ايضا، وهو يتحدث عن العيش المشترك في الاردن، حيث كان تصريحه في هذه الجزئية عنوان لافت خرج به الاعلام الدولي كعنوان لمقابلة الملك، الذي وصف بحنكة وديبلوماسية وأصالة وعراقة الاردني بالقول ( نحن محظوظون في بلدنا وفي القدس لأن لدينا أقدم مجتمع عربي مسيحي في العالم، وهم هنا منذ ألفي عام.) في اشارة للجذور العميقة للدولة الاردنية .
ما يهمنا في هذا الصدد، وبناء على ما تقدم، الدعوة الى ضرورة ترتيب وتدعيم وتمتين جبهتنا الأردنية الداخلية بامتلاكنا كشارع ومواطنين وشخوص وجهات ومؤسسات مجتمع مدني واطر سياسية وثقافية واعلامية، أدوات مناهضة العنف الفكري، وعلى رأسها خطاب الكراهية خصوصا التعصبات الناديوية والجغرافية والمناطقية .
نبذ خطاب الكراهية، مسؤولية مجتمعية وطنية رفيعة، نراهن عليها من خلال وعي الأردنيين وحرصهم على أهمية توحيد الصفوف وتمتين الجبهة الداخلية في وجه أي محاولات تهدف إلى العبث بأمن واستقرار المملكة، والالتفات الى المخططات الخارجية التي تسعى لبث الفتنة بين أبناء المجتمع الأردني.
وهذه الأخيرة اكدتها اجهزتنا الأمنية المختصة، والتي كشف عشرات الاف الحسابات الوهمية التي تستهدف الاردن واستقرار، وهو الامر ذاته الذي أوضحته الأجهزة الرسمية في الحكومة عن "ارتفاع واضح" خلال الفترات الماضية في نسب ظهور الحسابات الوهمية على منصات التواصل الاجتماعي في الأردن، والتي وصفتها الأجهزة صاحبة الاختصاص عبر وزير الدولة لشؤون الإعلام فيصل الشبول، بأنها حسابات "تستهدف الأردن بأشكال مختلفة وهي مدعومة من دول ومنظمات في المنطقة".