ضرائب جمركية على السلع المستوردة من الصين
مع بداية موجة جديدة من التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، فإن أغلب السلع المستوردة من الصين خاضعة لضرائب عالية.
تعتبر هذه الخطوة هي الأحدث في صراع طويل الأمد بين أكبر اقتصادين في العالم، ومن المرجح أن تصل الضرائب الأمريكية إلى 15% على مجموعة متنوعة من السلع الصينية والتي تشمل حبوب الإفطار وفرش التلوين والبيجامات، وهو ما سينعكس على احتياجات الأسر الأمريكية بشكل مباشر، كما ذكر مقال نشرته صحيفة "الحدث" عن "نيويورك تايمز" للكاتبين كوكترونج بوي وكارل روسيل.
وقد نقل مقالة الكاتبان تحليلا صدر عن كيريل بوروسياك في يونيفرسيتي كوليدج لندن، وخافيير جارافيل في مدرسة لندن للعلوم الاقتصادية، أن كلفة هذه الجولة من الحرب التجارية على الأسر الأمريكية المتوسطة قد تبلغ حدود 460 مليار دولار.
ومن جهة أخرى قد تصل تكلفة التعريفات الأمريكية على مستوى الدخل إلى 970 دولار سنويا بالنسبة للأسر الأغنى، وكحد أدنى 340 دولار بالنسبة للفقراء. وتشمل هذه التقديرات التعريفات التي دخلت حيز التنفيذ حتى الآن، بالإضافة إلى الزيادات المقترحة في وقت لاحق من هذا العام.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أنه بعد أن فرضت إدارة ترامب التعريفات الجمركية على لوحات الطاقة الشمسية والغسالات في أوائل 2018، بدأت مباشرة فرض الرسوم على منتجات صينية. وكان رد الصين مباشرة بفرض تعريفاتها الخاصة، ومن ثم بدأ الجانبان برفع القيم واستهداف منتجات أكثر. وحتى هذا الشهر فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية بنسبة 25% على منتجات صينية تقدر بقيمة 250 مليار دولار.
وينوه التقرير إلى أنه من المتوقع زيادة التعريفات الجمركية خلال شهري أكتوبر وديسمبر لتصل إلى كل ما يأتي إلى الولايات المتحدة من السلع الصينية.
ويضيف التقرير، أن السياسة التجارية لإدارة ترامب لم تقتصر على الصين وحدها، بل مست التعريفات الجمركية واردات كل من المكسيك وكندا وأوروبا وغيرها من دول العالم، وهو ما سيزيد التكلفة على الأسر الأمريكية لتصل إلى 250 دولار.
يشير التقرير إلى أن هذا الرقم ربما سيتضاعف أذا دخلت جميع التعريفات المقترحة حيز التنفيذ في هذا الخريف، وهذا بعيد كل البعد عن متوسط التكلفة السنوية البالغ 60 دولار في تحليلات مشابهة اجراها باحثون من أكثر من عام.
ويرى كاتبا التقرير أنه يجب اعتبار هذه الأرقام تقديرات تقريبية، لأن عددا من العوامل يحدد التكاليف الحقيقية والتي لم تشمل التعريفات المقبلة التي تتراوح ما بين 400-1000 دولار لكل أسرة تقريبا.
ويشير الباحثان بوروسياك وجارافيل، إلى أن ارتفاع التعريفات قد يؤدي إلى تقليص حدة تأثيرها؛ لأن الرسوم المتزايدة قد تحفز الشركات على تصنيع منتجاتها في دول أخرى لا تخضع وارداتها لنفس التعريفات التي فرضت على واردات الصين.
ثم يأتي بعد ذلك تأثير ما يشتريه الناس بالفعل، وقد لا تشتري الكثير من الأسر بعض المنتجات بوتيرة متكررة بما يكفي لترك شعور موحد بتأثير التعريفات.
توضح الرسوم البيانية في تقرير "نيويورك تايمز" السلع غير المعمرة (البضائع التي يستهلكها الناس بشكل متكرر مثل المواد الغذائية والملابس ومستحضرات التجميل) والسلع المعمرة (المنتجات التي يشتريها الناس بشكل غير متكرر مثل السيارات والأجهزة الإلكترونية والأجهزة المنزلية).
ما تشير إليه الرسوم البيانية، هو أنه خلال الأشهر القليلة المقبلة، ستزداد تكلفة الحرب التجارية بشكل حاد بالنسبة للسلع غير المعمرة أكثر من السلع المعمرة.
يقول بوروسياك إن هذا هو المكان الذي قد تصبح فيه لدغة الحرب التجارية أكثر وضوحا، ولا يقتصر الأمر على تكلف الرسوم الجمركية على هذه المنتجات بشكل غير مناسب للعائلات الفقيرة، ولكن هذه هي الأشياء التي يجب على الأسر شراؤها بشكل روتيني ولا يمكن تأجيلها بالفعل، لذلك قد يكون الارتفاع في الأسعار ملحوظًا أكثر بكثير من الإلكترونيات، وهذه هي الزيادات التي بات أثرها ملموسا بالفعل.
وقد أشار التقرير إلى أن أسعار المواد الصغيرة كأغذية الحيوانات زادت على مدى العامين الماضيين بمقدار نقطة أو نقطتين مئويتين عن المعدل العام للتضخم.
ويرى التقرير أن الغسالات تقدم مثالا ملموساً للغاية، ففي عام 2016 كان سعر غسالة سامسونج 499 دولارا، وقفز سعر ذات المنتج في الأسبوع الماضي إلى 599 دولارا، فخلال ثلاث سنوات ارتفع السعر 100 دولار، أي زيادة بنسبة 20%.
يتحدث التقرير أنه ليس بالضرورة أن تكون التعريفات الجمركية السبب الوحيد لارتفاع أسعار الغسالات بهذا الحجم، ولكن الغسالات كانت واحدة من السلع القليلة التي استهدفتها بشكل مباشر التعريفات الجمركية، وهو ما يمكن أن يفسر الارتفاع الكبير في الأسعار.