مكافحة الجمارك..

شاهدت امس فيديو لمطاردة على طريق الصحراوي بين رجال مكافحة التهريب و مهربين . ونجم عن مطاردة الشاحنة اصابة موظف جمارك . 
قليلا ما اقراء في الاعلام اخبارا عن الجمارك و دورهم الجبار و العظيم في محاربة التهريب و التهرب الجمركي ، و ما يقومون من اعمال بطولية لدحر المهربين و الوصول الى اوكارهم و مطاردتهم اينما اختبؤوا 
و حاولوا ان يحتالوا على اعين الجمارك البصيرة . 

ما حصل على الطريق الصحراوي و المطاردة بين مكافحة التهريب و مهربين حدث يقع يوميا ، و بشكل متكرر ، و في كل لحظة واثناء كتابة هذه السطور يتشبك موظفو الجمارك مع عصابات تهريب .

في الفيديو ظهر موظفو التهرب الجمارك ابطالا اشاوس و نمورا ، طاردوا شاحنة تحمل مواد مهربة ، و حاصورها ، و تبادلوا اطلاق عيارات نارية ، و تم اصابة موظف جمركي ، وفي دقائق معدودة حسموا الاشتباك ، و قبضوا على المهربين و المواد المهربة ، و اتقنوا فنون الاشتباك باداء رائع و بارع، و مدهش . 

بصراحة ، وكما ظهر في الفيديو و انصح في مشاهدته ، و انصح ايضا بان يدرس في الكليات والاكاديميات الامنية والعسكرية الوطنية في باب فنون واصول قواعد الاشتباك الجرمي . 

مكافحة الجمارك تستحق ان تكون قدوة نموذجية لمؤسسات اخرى بالدولة .. و كم قدمت من شهداء ومصابين اثناء اداء الواجب الامني الجمركي ، و تتحمل المؤسسة عبئا و مسؤولية وطنية كبرى في حماية الاقتصاد و حماية المجتمع من شرور التهريب على اختلاف انواعه واصنافه . 

ما شاهدته اشتباك اشبه بافلام هوليود ، وبراعة في المطاردة ، و المتابعة و التنسيق مع المرجعيات ، و دقة وحسن تنفيذ ، و احترافية في تطبيق قواعد الاشتباك ، و كل ذلك في دقائق معدودة ، واحكام متفان في القبض على المهربين و المواد المهربة . 

في فرق مكافحة التهريب موظفون ماهرون متدربون ، وفي فائق الخبرة والاداء ..هم مقاتلون ، و جنود مجهولون ، و يخرجون من مكاتبهم في مهام صعبة و جسيمة وحساسة ، و يخرجون من مكاتبهم و لا يعرفون ماذا يخبيء القدر لهم ، ويحملون ارواحهم على كفهم ..

مكافحة الجمارك مؤسسة تستحق الاحترام والتقدير .. موظفون يعلمون في صمت و من وراء ستار ، و بعيدا عن اعين كاميرات الاعلام في خدمة وطنهم ، و حماية للاقتصاد الوطني من اشرار التهريب ، و اوكار الاقتصاد البديل ، و هو العن و من اشر المخاطر على الدولة والمجتمع . 

المهرب في مناهضة الدولة ومشروعها الوطني و امنها واستقرارها هو حليف للارهابي و تاجر المخدرات ، و الجاسوس ، و العميل . 

و في الواجب الجمركي لا يتشبك موظفو المكافحة مع مهربين عاديين ، و على ايقاع التهريب في بلادنا يرقص تجار كبار للدخان و الكحول ومواد اخرى ، و تجار ومرجون للمخدرات ، وكم من قضية مخدرات العام الماضي 2022 ضبطها موظفو جمارك ، وكان اهمها و ابرزها قضية تهريب 6 مليون حبة كبتاجون من العراق الى الاردن عبر حدود العمري . 

صراحة ان على يقين ان معركة مكافحة الجمارك مع المهربين ليست سهلة ويسيرة ، و هؤلاء الابطال الشاوس في مكافحة الجمارك يستحقون كلمة شكرا ، و يستحقون التقدير لما يقدمون من فداء بالواجب في سبيل حماية اقتصاد وطنهم من شرور التهريب و المهربين .

فارس الحباشنة