لقاء جلالة الملك مع نتانياهو في عمان .. تأكيداً على الدور المحوري والثوابت الاردنية والوصاية الهاشمية
خاص- حسن صفيره
بعد الغطرسة الصهيونية التي مارستها دولة الكيان الصهيوني بحادثة منع شرطة الاحتلال الصهيوني السفير الاردني من دخول المسجد الأقصى، وما سبقها من اقتحام ما يسمى وزير الأمن القوميّ ، الفاشيّ إيتمار بن غفير ، تجيئ زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للاردن ولقاءه الملك عبد الله الثاني كمؤشر ساطع ان الاردن لا زال الأقوى والاشد ضراوة، وليس الحلقة الاضعف كما يراد له من متطرفي الحكومة الصهيونية وانظمة التبعية.
اللقاء الثنائي بين الملك ورئيس حكومة الاحتلال، حمل مؤشرات عدة غاية بالخطورة لجهة ضعف الطرف الصهيوني لا قوته، بالنظر الى انها اول زيارة خارجية لرئيس حكومة دولة الكيان بعد تشكيلها، دفعت به للهرولة الى عمان لا غيرها، بالاضافة الى تركيبة الوفد الصهيوني الذي ضم ممثلين للمؤسسات الصهيونية العميقة التي تعمل بالعادة خارج سرب الحكومات الصهيونية بما يتفق ويتوافق بطبيعة الحال مع رفد ودعم استقرار المنطقة خلافا لـ"ولدنات" اعضاء الحكومة الحالية اليمينة المتطرفة، ، وما اعقب ذلك من توافق بمخرجات الزيارة من حتمية احترام السيادة الاردنية على المقدسات ، وضرورة احترام الوضع التاريخيّ والقانونيّ القائم في المسجد الأقصى المبارك.
رسالة الملك الى نتنياهو هي رسالة اخذت مسارا مغايرا عن سابقاتها ، رسالة الى رئيس حكومة لا تزال ترسم مخططاتها الشيطانية في المنطقة والعالم بعد فوز اليمين المتطرف ، ليأخذ اللقاء الملكي مع رئيس حكومة الاحتلال حيزا طارئا وجدت خلاله المؤسسة الصهيونية بأنها مجبرة على رأب الصدع الذي تسبب فيه وزير امنها بن غفير، بل وما سبق ذلك من تحذيرات شديدة اللهجة وغير مسبوقة وجهها الملك لدولة الكيان وحكومتها المتطرفة عبر لقاءه الاخير مع شبكة سي ان ان، والتي قلبت اوراق الكنيست والحكومة الصهيونية راسا على عقب، سيما وان الملك تحدث بمنطق القوة وان قوة الاردن عسكريا وديبلوماسيا بوسعها لجم الغطرسة الصهيونية في مواصلتها الاعتداءات على المقدسات بما فيه الاستيطان .
حكمة وعقلانية الملك بالتعامل مع تطرف الحكومة اليمينية الصهيونية يحمل عنوانا عريضا، ان لا أمن ولا استقرار بالمنطقة العربية دون الأردن، وانه لا سبيل لسحب البساط او الالتفاف على الدور الاردني في سيادته على المقدسات، كما انه موقف لا يبتعد بذات السياق عن الهم الاردني المتعلق بالاشقاء الفلسطينيين، ولطالما وضع الملك الطرف الفلسطيني في المعادلة السياسية، هي رسالة واضحة من الاردن لدولة الكيان، ان أنّ اي اقتحامٍ آخر لوزيرٍ إسرائيليٍّ للمسجد الأقصى، أوْ توسيعٍ الاستيطان، يمكن أن يُحدث انتفاضة عنيفة في الضفتين لا فلسطين وحدها، ، وهو الامر الذي يتوجب على الكيان فهمه واستيعابه لا سيما في ظل خروج عشرات الالف من الصهاينة الى الشارع للمطالبة بسقوط حكومة نتنياهو.
زيارة رئيس الحكومة المتطرفة الى عمان، وضعت المؤسسة الصهيونية بين فكي "كماشة" قوة الموقف الاردني الذي تحاول للأسف دول شقيقة من تقليصه ومواربة قوته، ، زيارة حملت مضامينها ومخرجاتها رسائل صاعقة للمتطرف الفاشي المسمى وزير الامن القومي بن غفير ، أن الاردن التاريخي الوصي الأوحد على المقدسات، يساند موقف عمان الموقف الامريكي في واشنطن الذي اكد على وفده من الكونغرس الأمريكي والذي سيزور دولة الكيان الأسبوع الحالي عدم لقاء أي من أعضاء حزبي "عظمة يهودية” و”الصهيونية الدينية” ، حزب (القوة اليهودية) الذي يرأسه بن غفير، و حزب (الصهيونية الدينية) الذي يرأسه وزير المالية بتسيلئيل سموتريتشفي.
الاردن بقيادة الملك عبدالله الثاني ماضٍ في مجابهة وليس فقط مواجهة اليمين المتطرف الصهيوني برسالة حازمة ان الاردن قيادة وشعبا وحكومة لن يفرط بالوصاية الهاشمية، و ذات الموقف الذي يؤكده الاردن الرسمي والشعبي ان الفلسطينيين ليس وحدهم، ولن يقدم الاردن اي تنازلات لانعاش الوضع السياسي المتدهور في تل ابيب !! وفي مقابل هذه الثوابت الاردنية الهاشمية التي نتغنى بها انعكاسات اقتصادية جمة وضيق في العيش يجب ان نتحمله ونصبر عليه ونبقى على ديدننا في مساندة قائدنا واجهزتنا وحكومتنا حتى لو كان طعامنا الخبز والملح فهذا وطن وهذه قضيتنا شئنا أم ابينا .