تصريح صحفيّ صادر عن لجنة المتابعة الوطنيَّة الأردنية

تُعبِّر لجنة المتابعة الوطنيَّة عن أحرِّ مشاعر التَّعاطف وأصدقها مع الشَّعب السُّوريّ الشَّقيق والشَّعب التًّركيّ الصَّديق، في مواجهة المحنة القاسية الَّتي ألمَّت بهما خلال الأيَّام الأخيرة؛ كما تُعبِّر عن أصدق مشاعر العزاء لأُسر الضَّحايا، وعن تمنِّياتها للجرحى بالشِّفاء العاجل والكامل.

ومِنْ ناحية أخرى، تلاحظ اللجنة، بأسفٍ وغضبٍ شديدين، أنَّ سوريا الشَّقيقة تُرِكَتْ وحيدةً في هذه المحنة، وبلا بواكي تقريباً لا من الدُّول العربيَّة ولا مِنْ دول العالم الأخرى، اللهمَّ إلَّا القليل القليل.

لقد اُستثني الشَّعبُ السُّوريّ مِنْ أيِّ شكلٍ مِنْ أشكال التَّضامن والعطف الإنسانيّ؛ فتجاهل مأساته معظم دول العالم، بما فيها معظم الدُّول العربيَّة، وظلَّت حرابُ قانون قيصر الإجراميّ مُشرَعةً نحو نحور السُّوريين وتحاصرهم بلا رحمة؛ كما غابت عن الأسماع استغاثات الألوف، في حلب وإدلب وطرطوس وجبلة ودمشق، الَّذين أصبحوا بلا مأوى وسط هذا الطَّقس القارس، وكذا صرخات ألوف الجرحى وأنَّاتهم وهم لا يجدون دواءً ولا غذاءً ولا تجهيزاتٍ طبيَّة ولا أماكن للعلاج.

وتتابع الولايات المتَّحدة، ومعها حُلفاؤها وأتباعُها، هذه المأساة الإنسانيَّة الهائلة، بلا أيّ قدرٍ من الشُّعور بالعطف الإنسانيّ أو أيّ نوعٍ مِنْ وازعٍ الضَّمير، فيمتنعون عن إرسال المساعدات إلى سوريا، ويُصرِّون على الاستمرار في تطبيق قانون قيصر الجائر بكلِّ بنوده الوحشيَّة.

على أيَّة حال، ما مِنْ جديد في موقف الولايات المتَّحدة وحلفائها وأتباعها هذا؛ فهم يُخضِعون كلَّ شيءٍ وكلَّ موقفٍ لمعيار مصالحهم الأنانيَّة وأطماعهم الاستعماريَّة الجشعة، ويتجاهلون كلَّ المعايير والقيم الإنسانيَّة المتعارَف عليها إذا لم تخدم تلك المصالح والأطماع.

إنَّه نفاقٌ مكشوف لا يُحاول أصحابه ستره؛ فإذا ما غَزَّتْ شوكةٌ جُنديَّاً صهيونيَّاً معتدياً (أو مستعمِراً صهيونيَّاً غاصباً)، رأيناهم يهبُّون هبَّةً عرمرميَّة ويُبدون عطفاً «إنسانيَّاً» فائضاً، ويتبارون في إمداد الكيان الصَّهيونيّ بكلّ أنواع المساعدات بما فيها كلّ أنواع الأسلحة ووسائل الموت والدَّمار الَّتي تُستَخدم يوميَّاً ضدّ الشَّعب الفلسطينيّ الأعزل وضدَّ شعوبٍ عربيَّةٍ أخرى.

وبالمقابل عندما يرتكب الكيان الصّهيونيّ أبشع المجازر ضدّ الشَّعب الفلسطينيّ، ويهدم بيوت الفلسطينيين، ويقلع زيتونهم، ويستولي على أراضيهم، ويأسر الأُلوف مِنْ أبنائهم ويضعهم في المعتقلات والسُّجون لعشرات السِّنين، فإنَّ العطف الإنسانيّ المزعوم هذا يتلاشى، ومعايير حقوق الإنسان المدَّعاة تغيب تماماً، لدى هذا الغرب الاستعماريّ الغاشم.

إنَّه من المعيب والمدان أن تُصبح المعايير والقيم الإنسانيَّة رهينةً للمصالح والأطماع السِّياسيَّة والاقتصاديَّة الجشعة وغير المشروعة.

والحال هذا، فإنَّ لجنة المتابعة الوطنيَّة، تدعو إلى ما يلي:-

1-فَكِّ الحصار الجائر المفروض على سوريا من الولايات المتَّحدة. 

2-إلغاء قانون قيصر الإجراميّ، المفروض على سوريا من الولايات المتَّحدة أيضاً.

3-إجتماع عاجل لجامعة العربيَّة؛ ليناقش سُبُل فكّ الحصار عن سوريا، وإمدادها بالمساعدات الضَّروريَّة في أسرع وقت.

4-فتح الحدود الأردنيَّة مع سوريا، وعدم الالتزام بإجراءات الحصار الأميركيّ عليها، وخصوصاً إجراءات قانون قيصر الإجراميّ.

5-ضرورة إتِّخاذ السُّلطات في الأردن كُلَّ الاحتياطات اللازمة لمواجهة أيّ طارئ.

لجنة المتابعة الوطنيَّة الأردنية

عمَّان - 8 شباط 2023