الأسماء المطروحة في الساحة الفلسطينية لخلافة (محمود عباس) .. ومُخطيء من يستبعد (محمد دحلان)

خاص : حسن صفيره
من غرائب وفرادة الحالة الفلسطينية كقضية وواقع صراع، وفيما يتعلق بسؤال المرحلة الفلسطينية بمن سيخلف الرئيس عباس، فإن الإجابة على مثل هذا التساؤل ليست مناطة بصانعي القرار الفلسطيني فحسب، بل تتعداه الى أطراف "إسرائيلية وإقليمية وأخرى دولية، للوقوف على هوية الرئيس القادم .

وطالما كنت اتجنب في كثير من الاحيان الكتابة بالشأن الفلسطيني واجراء التحاليل الصحفية في تداعيات الاحداث والمواقف غربي النهر، سواء على مستوى القيادة او فيما يتعلق بالفصائل والتشابكات الشائكة لمجمل علاقة الحركات الثورية فيما بينها هناك، وذلك لابعاد كثيرة ومنها صراحتي المطلقة والتي تزعج وتغضب بعض من رموز من السلطة الفلسطينية وقيادات حركة فتح سواء في الداخل او الشتات والذين تربطني بهم علاقات وطيدة على مر ردح من الزمن .

مرض الرئيس محمود عباس وتقدمه في السن الذي وصل به الى اعتاب التسعينات، والتقارير التي تخرج من هنا وهناك عن قرب الرحيل الدنيوي للرئيس، والذي (نتمنى له طول العمر) او التنحي القصري لعجز الشيخوخة والهرم وعدم المقدرة على القيام بواجبات الرئاسة على اكمل وجه، وفي كلتا الحالتين فأن ما يهمنا هنا في الشخصية التي ستخلفه في الثلاث شعب (الرئاسة. قيادة فتح . منظمة التحرير) .

 ولعل التسريبات الصهيونية تروج لما يروق لها في حصول حرب اهلية وانفجارات شعبوية تحرق الاخضر واليابس والمستفيد الاول والوحيد هو دولة المسخ اليهودية والتي تسعى دائما لزرع الفتن واشعال النار بين الاخوة لتضعف قوى مواجهتها وتبعد اعين الجميع عن عملية زراعة المستوطنات المستمر ومحاولات تهويد القدس الدائمة .

الاسماء المطروحة والمتداولة في الشارع الفلسطيني لخلافة عباس وان كانوا قد خرجوا جميعاً من رحم حركة فتح ،الا انهم وبشكل غير منظور متعددي المشارب والميولات وتتفاوت قوتهم من شخص لاخر ولعل ابرز الاسماء تتمثل في حسين الشيخ رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية ومحمود العالول نائب رئيس حركة فتح وناصر القدوة وزير الخارجية السابق والأسير مروان البرغوثي والقيادي سمير المشهراوي وماجد فرج مدير المخابرات والقيادي الفلسطيني محمد دحلان.

بجميع الاحوال فان القراءة في موازين القوى وتوزيع الادوار مسبقاً والاحتكام للغة العقل والمنطق، سيجنب السلطة وفتح والمنظمة الانزلاق نحو الفوضى والاقتتال بين الاشقاء "لا سمح الله"، ولعل حسين الشيخ الاكثر تغلغلاً على المستويين الداخلي والخارجي ويحظى برضى امريكي / اسرائيلي، وستكون حظوظه قوية في حال عدم اجراء انتخابات عامة، اما ناصر القدوة وهو ابن اخت الرئيس الراحل ياسر عرفات والذي تم فصله من حركة فتح على خلفية الانتخابات التي الغيت بحجة عدم مشاركة اهالي القدس الشرقية بالتصويت، فله امتداد شعبي محدود ولا يحوز على قبول لدى القيادات الفلسطينية المفصلية ويعتبر من اضعف المطروحين على الساحة ما لم يجري تحالفات مع آخرين .

وعودة على ذي بدء فأن الاسير مروان البرغوثي يعتبر من اقوى المرشحين في الشارع الفلسطيني ويحوز على تعاطف كبير بين جموع الفلسطينيين في الداخل والخارج، ومن الممكن ان يكون اول رئيس معتقل  اما في حال عدم ترشحه، فأن الصف الذي سيقف الى جانبه ستترجح كفة الميزان لديه لا محال ولو تطرقنا للمرشح ايضا سمير المشهراوي، فله من القوة الشعبية الكثير ولا يستهان بها ويبقى ترشحه مرهون بتقدم القيادي محمد دحلان للانتخابات من عدمه الا انه يعد رقما صعبا في المعادلة الفلسطينية .

اما عن مدير المخابرات ماجد فرج، فتشير التسريبات الى انه سيبقى في الظل لادارة العمليات واصبح من المستبعد ترشحه لاي منصب علما بانه لم يلاقي اي تشجيع لخوض المنافسات الثلاث، فيما تبقى التكهنات حول ترشح القيادي الفتحاوي محمد دحلان وان اختلفنا معه او اتفقنا الا انه يعتبر من اذكى القيادات الفلسطينية على الاطلاق، ويتمتع بكاريزما مقنعة وساحرة وقد عمل خلال السنوات الماضية على تمتين علاقته بالقواعد الشعبية في غزة والضفة الغربية ومخيماتها وذلك بالعمل الدائم على دعم صمودهم بصمت ودون بروبكندات اعلامية ومخطيء من يستبعد دحلان من المنافسة او التأثير في القرار الفلسطيني بالاضافة الى انه الوحيد بين المرشحين الذي يمتلك قوة شعبية حقيقية كما انه يحظى بسلاح سياسي منظم وله قواعد ورموز متمثلا بتيار الاصلاح الديموقراطي الواسع الانتشار والذي يرأسه ويحوز على قاعدة كبيرة خصوصاً من الشباب والجيل الصاعد .

بقي أن نقول ، أن السيناريوهات المحتومة لشخص الرئيس القادم، ليست محل جدال بالقدر الذي تحمله مرحلة ما بعد الرئيس، وكيف سيتعامل "الرئيس المرتقب" مع إرث الرئاسة السابقة ، وما هو دور الهياكل المرجعية في المؤسسة الرسمية الفلسطينية رئاسة ومنظمة وحركة في دعمه من عدمه ؟!