نظام المناعة بعد الإصابة بفيروس كورونا 

بقلم الدكتور فايز أبو حميدان 

هل تؤدي الإصابة بفيروس كورونا الى ضعف نظام المناعة ام أن إصابات متعددة تؤدي الى ذلك؟ أسئلة كهذه تشغل العلماء والبحث العلمي حالياً. فهناك اعتقاد لم يتم تأكيده بأن مخزون الجسم للخلايا المناعية قد ينضب أو يتأثر سلبياً.

أنواع الخلايا المناعية متعددة مثل الخلايا التائية والبائية والقاتلة الطبيعية أو المتعادلة قاعدية أو حامضية وهي تعمل في نظام مكون من مجموعة من الأعضاء والانسجة والمواد الكيماوية وتناغم عملها لأداء وظيفة الوقاية من الامراض وخاصة المقاومة للمسببات الحيوية مثل البكتيريا والفيروسات وتنتقل بعد افرازها عبر الجهاز اللمفاوي الى أماكن الإصابة او الالتهاب ويتم افراز أعداد تفوق المليار خلية يومياً وبشكل عام تقوم الخلايا التائية بالالتصاق على جدار الفيروس وابطال مفعوله وإمكانية انقسامه وانتشاره ، اما الخلايا البائية فوظيفتها إنتاج الأجسام المضادة التي تقوم بمقاومة الفيروس وهذه العمليات المناعية تؤدي الى إنتاج خلايا تحمل ذاكرة للتعرف على الفيروس في حالة الإصابة مرة أخرى بالمرض .

كما انه معروف أن إنتاج الخلايا التائية يصل القمة في سن المراهقة ويبدأ بالتراجع مع كبر السن. 

الطب حالياً لا يملك القدرات التكنولوجية للمعرفة الدقيقة لكيفية عمل هذه الخلايا المناعية ولا إمكانية قياس كيفية نشوئها مما يعقد إمكانية اثبات اية نظرية عن مقدرة أو عدم مقدرة نظام المناعة الصمود أمام جوائح مرضية مشابهة لجائحة كورونا وهذا رغم التطور العلمي الكبير في استعمال طرق الهندسة الوراثية لإنتاج اللقاحات والتي أدت الى حماية حياة الملايين من البشر خلال السنوات الثلاثة الماضية.

فالوضع الحالي يعقد مسألة إمكانية الوقاية من الأمراض ويضع العالم أمام معضلة طبية عالمية من الممكن أن تتكرر وستكون الخسائر البشرية كبيرة إضافة الى الأزمة الاقتصادية التي سوف تحدث بعد كل جائحة.

إن أفضل مثال يؤكد الاعتقاد بتأثر النظام المناعي سلبياً بعد الإصابة بالكوفيد 19 هو ما حدث في الأشهر الماضية بإصابة أعداد كبيرة من الناس بأمراض تنفسية وانفلونزا لم تكن بهذه الحدة قبل انتشار جائحة كورونا. كما لوحظ انتشار بعض أمراض نقص المناعة لدى القليل من الناس بعد تناول جرعة الوقاية من فيروس كورونا.

بل هناك اعتقاد صرح به عالم المناعة انتوني ليوناردو من جامعة جونز هوبكنز أن نظام المناعة يصاب بالهرم بعد الإصابة بالكوفيد 19 وهذا يعود حسب اعتقاده الى خلل في الخلايا المناعية التائية وهذا ما أكده عالم الفيروسات الألماني دورستين من جامعة الشاريتيه الألمانية.

ولكن هذه الادعاءات لم يتم تأكيدها عبر دراسات علمية مؤكدة ومراقبة من جهات علمية لذلك تبقى في مجال الشكوك العلمية وخاصة انه معروف أن انتاج هذه الخلايا المناعية يكون بأعداد هائلة وكبيرة وإمكانية انقطاع انتاجها غير معقول كما أن انخفاض عددها أثناء الإصابة يعني فعاليتها وليس نقصها .