الجفاف يلتهم ربع محصول القمح في شمال أفريقيا

تسبب الجفاف الذي يعصف بشمال أفريقيا في تراجع محاصيل القمح، بما يزيد الطلب على القمح في واحدة من أكبر مناطق استيراد القمح في العالم.

 

ومن المتوقع أن يتراجع محصول القمح في المغرب والجزائر عام 2023 بنسبة الربع أقل من المتوسط المسجل خلال خمسة أعوام، وفقا لتقرير صدر الإثنين من وحدة مراقبة الموارد الزراعية بالاتحاد الأوروبي، والتي تتابع أيضا الأوضاع في المناطق القريبة.

كما توقع التقرير تراجع محصول القمح في تونس بنسبة 15%. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن التقرير إن "هناك حاجة عاجلة للأمطار لتجنب مزيد من الخسائر".

يذكر أن المنطقة تستورد القمح حتى في أوقات الإنتاج الوفير، وقد يتسبب نقص المحصول في زيادة شراء القمح. وكان الجفاف قد دمر محصول القمح في المغرب العام الماضي أيضا، مما أدى إلى مضاعفة الطلب تقريبا في موسم 2022-2023.

وتراجعت أسعار القمح العالمية عن مستوياتها القياسية التي سجلت في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا، إلا أنها لا تزال مرتفعة عن مستوياتها السابقة.

ولا يزال تضخم أسعار الغذاء المحلية مرتفعًا في مختلف أنحاء العالم؛ حيث تُظهر معلومات البنك الدولي الخاصة بالفترة بين سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون الثاني 2022 ارتفاع معدلات التضخم في جميع البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تقريباً.

وسجل 83.3% من البلدان منخفضة الدخل، و92.9% من الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل، و89% من الشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل ارتفاعاً في مستويات تضخم تجاوز 5%، ويعاني الكثير منها من تضخم مكون من خانتين.

وارتفعت نسبة البلدان المرتفعة الدخل التي شهدت ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية إلى 85.7%. والبلدان الأكثر تضررا تقع في: أفريقيا، وأمريكا الشمالية، وأمريكا اللاتينية، وجنوب آسيا، وأوروبا، وآسيا الوسطى.

وتفاقمت أزمة الغذاء العالمية لعدة أسباب منها تزايد عدد القيود المفروضة على تجارة الغذاء التي تضعها البلدان بهدف زيادة الإمدادات المحلية وخفض الأسعار. وحتى 7 ديسمبر/كانون الأول 2022، طبق 19 بلداً 23 قرارًا لحظر تصدير المواد الغذائية، وطبقت ثمانية بلدان 2022 إجراءً للحد من الصادرات.

ووفقا للتقرير العالمي عن أزمة الغذاء 2022، من المتوقع أن يواجه ما يصل إلى 205 ملايين شخص نقصا حادا في الأمن الغذائي ويحتاجون إلى مساعدات عاجلة في 45 بلدًا.

ورغم مغادرة شُحنات الحبوب للموانئ الأوكرانية من جديد، وانخفاض أسعار الأسمدة بشكل حاد، وتقديم مليارات الدولارات من المساعدات، لا يزال العالم في قبضة أسوأ أزمة غذاء في التاريخ الحديث، بحسب تقرير نشرته شبكة "سى إن إن" الأمريكية منتصف يناير/كانون الثاني 2023.

وما زالت التوقعات القاتمة هي السيناريو الأقرب في 2023، وجاء آخرها من المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس ومن قبله صندوق النقد والبنك الدوليان، بأن أزمة الطاقة والغذاء ستسمر على مدى العامين المقبلين.