شكراً لـ "الأمارات العربية المتحدة" قيادة وحكومة وشعباً ..

خاص- حسن صفيره
كالأخ الحنون، والأب الحقيقي، وكالعشيرة الأصيلة تقف دولة الإمارات العربية المتحدة لشعبها وشعوب المنطقة، شامخةً راسخة بدولها السبع لا اماراتها فحسب، وقد شكلت كل امارة منها عنوانا صارخا بمعنى مفهوم الدول، وانت تجد الإمارات حاضرة على مدونة التاريخ والحاضر، دولة قوية جبارة في مواقفها العروبية، وراعية للهموم والقضايا الانسانية.

دولة الإمارات التي تتعامل مع جميع الدول العربية على مسافة القلب والوجدان كأسنان المشط، ان اشتكى احدها يجد دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا في ظهر العربي والى جانب شعوبه وقياداته، هي دولة العصر ودولة المرحلة ودولة الوطن العربي الواحد.

 في الحديث عن دولة الإمارات العربية المتحدة، أنت أمام بيت كل العرب، دولة حاضنة للتاريخ والعراقة والحداثة ،  انتزعت مكانتها بجدارة على خارطة العالم السياسي والاقتصادي، ووقفت نداً شرساً أمام المشاريع العالمية التي تستهدف العروبة والإسلام، لتصبح حقيقة الدولة الحاضنة لكل ما هو فخر لكل عربي.

وخلال العقود الماضية، ومنذ تاريخ إعلان اتحادها مطلع سبعينيات القرن الماضي على يد الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ظلت دولة الإمارات رهان العربي، أن ها هنا دولة أصيلة ضاربة جذورها في الوجدان العروبي، حامية لإرث حضارات الشرق قاطبة، وهي الدولة التي تضم في جنبات سيادتها على أراض إماراتها السبع ما لا يقل عن مائتي جنسية، تحظى الجنسيات العربية بخصوصية ترابطها مع الدولة علاقات وارثا والفة وتشابكا بالدين والهوية.

دولة عقدت الأوطان العربية على خاصرتها أمالاً عراض،  وتباشير مستقبلٍ بدا حاضرا راهنا لدولة تتفرد بمفهومها عن منظومة الدولة كتعريف، وعند القول بدولة الامارات العربية المتحدة لا يعود مفهوم الدول واحدة، ونحن نتحدث عن انجازات سياسية وعلمية وتكنولوجية وقبلا، واجهة حامية لإرثنا الإسلامي حين لم تُمس هويتها العربية الاسلامية رغم تحولها لدولة عالمية، يؤمها العالم بأسره بوصفها مركز جذبٍ سياحي لكل انواع السياحة الأثرية والطبية والعلمية والصناعية والتجارية ومعقلاً للسياحة الحديثة التي غدت من خلالها دولة الإمارات بالمصاف الأول عالميا منافسةً حتى للسياحة الغربية والأجنبية.

نستشعر الفخر كعرب، وأردنيين بدولة الإمارات ، إزاء التقدم الإقتصادي الذي حققته عبر العقدين الأخيرين، وقد سجلت دولة الإمارات العربية المتحدة  ضمن أفضل أربعة أماكن للحياة والعمل عالميا ، والأولى عربياً والـ 19 عالمياً، من حيث قدرتها على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، بحسب تقرير الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي للعام 2022 الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنميةالأونكتاد"، تقدمُ لافت يقف خلفه رؤوس هرم الدولة عبر اماراتها السبع، وفي ظل رؤية قيادة رشيدة نجحت في خلق المناخ الاقتصادي جاذب لبيئة الأعمال وما تقدمه لمجتمع الاستثمار العالمي من حوافز متكاملة ومزايا تنافسية امام كبريات الاقتصاديات العالمية، وقد برزت انجازاتها وقدراتها في اهم العناوين المهمة للدول صاحبة الشأن في صناعة الاقتصاد العالمي كالطيران والفضاء والطاقة المتجددة والتمويل الدولي.

وراحت الدولة الأحب ومحط فخر العرب دولة الامارات العربية المتحدة الى تحقيق ما هو اعمق من قوة اقتصادها الى عالم الفضاء، حيث وكالة الإمارات للفضاء، وحيث انجازها الهائل المتمثل بالاق مسبار الأمل إلى المريخ كأول برنامج من نوعه تخوضه دولة عربية وإسلامية، وهي تجسد طموحات دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط للنهوض بمستقبل قطاع الفضاء، ووضع العرب على خارطة التقدم العلمي التقني الفضائي، الامر الذي رسخ وغيّر نظرة الغرب الى الوطن العربي، ووضعه امام حقيقة ان هناك من يوازيه بل ويتفوق عليه معرفيا وتطورا.

في الجانب السياسي، لعبت دولة الامارات العربية المتحدة  أدوارا مهمة وبارزة على خارطة العالم عامة والمنطقة بوجه خاص،  يجيئ الالتزام بالقضايا العربية والإسلامية احد أهم سياساتها ، ويبرز دورها الإنساني في مقدمة أولوياتها، حين تقف موقف المسؤول عن الرعية حتى خارج اراضيها، بيد ما قدمته من مساعدات بتقديم مبلغ 50 مليون دولار أميركي للمتضررين من الزلازل في سوريا، إضافة إلى 50 مليون دولار أخرى إلى تركيا، ومواصلتها الاعمال والمساعدات الإغاثية إلى المتضررين من الزلازل في سوريا وتركيا، حيث سيرت الدولة 70 طائرة إلى سوريا وتركيا حتى الآن.

ولأنها الدولة الأقوى والأمثل، شرعت الإمارات مراكز صنع القرار لما فيه خدمة لاستقرار المنطقة، بل ونجحت بسحب البساط من تحت دول عتيّة بالدهاء السياسي، فكانت الإمارات صانعة لتاريخ المنطقة من خلال سياستها الخارجية، وتفعيل دبلوماسيتها في احتواء أزمات عربية، واخماد فتيل أزمات كانت عالقة لسنين، 
ديبلوماسياً
نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة خلالها  من استيعاب التغيرات الاستراتيجية في المنطقة، والتعاطي معها بمرونة وثبات وفاعلية وجرأة. وتم كل هذا مع الاحتفاظ بنشاط الدولة الدبلوماسي في الملفات العالمية الأخرى، ما حدا بانتخابها قبل نحو عامين من قبل أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023.

ويحظى الأردن بحصة الأسد لجهة روابط وأواصر الأخوة مع دولة الإمارات قيادة وشعبا، علاقات تنسيقية لجهة الأدوار السياسية المشتركة، واقتصادية سجل حجم الاستثمارات الاماراتي خلالها بالأردن ما يزيد عن 17 مليار دولار تشمل العديد من القطاعات مثل الطاقة والتكنولوجيا والمجالات العسكرية والسياحة والتعليم والنقل والمياه والزراعة والصناعة والبنى التحتية، فيما تجاوز التبادل التجاري بين البلدين 3 مليارات دولار ولعل المشاركة الاردنية الفاعلة في اضخم تجمع صناعي غذائي عالمي "جلفود" دليل واضح على عمق واهمية العلاقات بين البلدين على كافة المستويات .

موقف القيادة الأردنية التي طالما ذكرها سيد البلاد الملك عبدالله الثاني بن الحسين، باعتزازه بالعلاقات الأخوية التاريخية المتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين. والدور الأردني الدائم ازاء تضامنه ووقوفه مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في وجه كل ما يهدد أمنها واستقرارها. كما دأب جلالته على تأكيده لا يقل حقيقة عن الموقف الإماراتي تجاه الأردن، ولطالما أكدت الإمارات على الثوابت التي تربطها بالأردن، لا سيما ازاء حق الأردن في الوصاية الهاشمية، واعلان دولة الامارات عن موقفها القاضي بـ"ضرورة احترام دور الأردن في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى".

ولا تغيب قضية العرب الأولى عن وجدان وهاجس القيادة في دولة الإمارات والتي بقيت على موقفها الداعم والمساند للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، فكما كان ولا يزال الأردن رئة فلسطين، حرصت دولة الإمارات على أن تكون قلب فلسطين النابض بهموم شعبنا، تقف الى جوار شقيقها الاردني لإمداد الشعب الفلسطيني بسبل الحياة من اقامة مدن سكنية وتخصيص رواتب وعلاج جرحى العدوان المتكرر على القطاع، بالإضافة الى ضخ المساعدات المالية لدولة فلسطين حيث بلغ إجمالي المساهمات المقدمة من دولة الإمارات إلى الأنروا خلال عام 2017 مبلغ 26.7 مليون دولار أمريكي والذي شمل مساهمات كبيرة من حكومة دولة الإمارات ومن جانب مؤسسات إماراتية ، كمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان، ومؤسسة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة دبي العطاء. كما قدمت دولة الإمارات مساهمات إضافية إلى فلسطين بمبلغ 98.7 مليون دولار خلال عام 2017 وذلك في صورة مساعدات ثنائية. وبذلك تبلغ جملة المساهمات التي قدمتها مصادر إماراتية إلى الشعب الفلسطيني خلال عام 2017 مبلغ 125 مليون دولار أمريكي، هذا الى جانب تأكيدها على التزامها الطويل الأجل تجاه الشعب الفلسطيني وتجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأنروا)، وتوظيف ديبلوماسيتها في حث المجتمع الدولي على مواصلة تقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني،

وهنا لا نملك ونحن نهم بمغادرة دولة الاشقاء الاماراتيين عائدين الى ارض الوطن الا نقول لهذا القطر العربي المسلم شكرا على حُسن الاستضافة وشكرا لهذه القيادة التي وفرت الكثير الكثير من اجل راحة ضيوفها شكرا للشعب الاماراتي على بشاشة الوجه وسعة الصدر في الاستقبال والوداع شكرا للحكومة واجهزتها على عالمية تنظيم المعارض وتسهيلاتها شكرا لهم جميعا على كل شيء وعلى امل في العودة مرة اخرى لبلد الخير والعطاء امارات كل العرب امارات العز والفخر والنجاحات .