لا تستني الأعراض.. افحصي

د. عاصم منصور
هذا الشعار الذي اختاره القائمون على البرنامج الأردني للكشف المبكر عن سرطان الثدي ليكون عنوانا لحملتهم التوعوية لهذا العام وهم الذين طالما عودونا على الابتكار في العناوين الخلاقة لحملاتهم التي لاقت رواجا كبيرا خلال السنوات الماضية ولم تسلم من توظيفها في إسقاطات سياسية واجتماعية.
لقد أتى هذا العنوان من خلال الاستطلاع الذي خلص الى ان أربعا من كل عشر أردنيات عزين سبب عدم إقبالهن على الفحص المبكر الى عدم وجود أعراض وهذا ما يتناقض مع جوهر الكشف المبكر عن السرطان.
سرطان الثدي مسؤول عن 40 % من حالات السرطان عند السيدات الأردنيات حيث تم تشخيص حوالي 1260حالة حسب آخر الإحصائيات وهذا ما يجعله السرطان الأكثر شيوعا في الاْردن.
لا خلاف ان الكشف المبكر عن سرطان الثدي قد ادى الى خفض نسبة الوفاة بسبب هذا السرطان في الدول التي اعتمدت برامج وطنيه للكشف عنه .
لقد كشفت دراسة حديثة انه قد تم خفض نسبة الوفاة بهذا المرض في الاْردن بنسبة 25 % خلال السنين العشر الماضية وهي عمر البرنامج الأردني لسرطان الثدي مما يدلل على النتائج المميزة لهذه الحملات التوعوية ولتوفير البنية التحتية اللازمة لضمانة اجراء الصور التشخيصية بجودة عالية.
لقد نجح البرنامج في إثبات نجاعة الكشف المبكر في تحسين النتائج المرجوة والكرة الآن في ملعب السيدات في ان يقبلن على الكشف المبكر دون انتظار الأعراض فعندها سيكون الوقت متأخرا.