فيصل الفايز اجاد وتكلم بلغة العقل ونهج القصر ورؤى الملك .. فهل يعقل الغافلون وعن مصالحهم الشخصية يندحرون ..؟؟
خاص- حسن صفيره
فيما يتم الاشتغال على مأسسة وفاعلية وجود الأحزاب بصورة نشطة خلال الفترات الماضية، مع ما يرافقها من الاهتمام المباشر لرأس هرم الدولة ازاء ضرورة وجود حياة حزبية تراها قيادة البلاد الأداة الأهم في تطوير وتعزيز المنظومة السياسية ، وفيما برزت أطياف وتيارات سياسية وازنة بالخروج بمسودات وبرامج احزاب، ظهر العديد منها الى العلن وأخرى قيد الإشهار، الا ان هناك تجاذبات تصدر بين الحين والأخر من بعض الشخوص مضمونها لا يبتعد عن الضوضاء والتشويش قي مقصد لا يخدم بالقطع مسيرة الدولة الأردنية تجاه بناء واجهتها الديمقراطية والحزبية.
المطلعون والعارفون ببواطن مجريات الساحة الداخلية يدركون تماما حجم الاهتمام الملكي بملف الأحزاب، وبدركون جيدا مقصد القصر ازاء تمكين وتدعيم الحياة السياسية بأدواتها الماكنة، فتوالت دعوات سيد البلاد بأكثر من موقف ومناسبة للتأكيد على دعم كل ما من شأنه خلق حالة حزبية مستقلة تشكل رافدا لكيانات الدولة الى جانب الجسم الحكومي والبرلماني أعيان ونواب، والسير قدما بدولة المؤسسات والقانون والأحزاب والحكومات البرلمانية.
ما حمله ملف الأحزاب في الاونة الاخيرة من مصوغات قادها البعض وفقا لما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا والكشف عن الضرورات التي يحملها ملف الاحزاب بالاتساق مع مصالح الدولة داخليا وخارجيا، هي مصوغات عاقلة ومسؤولة وتتسم بالحس الوطني عالي الوتيرة، وليس أدق على ذلك من خروج المخضرم السياسي الكبير دولة فيصل الفايز بتصريحات نافذة اعتبرها المراقب السياسي عنوانا عميقا للمرحلة الأردنية الداخلية حقيقة، وقد برع الفايز في توصيف شكل المرحلة المستوجبة ، وقد حملت تصريحاته خلال تجمع لنخبة من السياسيين والاعلاميين وكان كاتب السطور بمقدمة الحضور على مأدبة افطار لشركة الصقر "منصات" مساء اول امس، حملت تأكيدات واجماع الأردنيين على قوة وصلابة سيادة الدولة الأردنية ، وحرص رأس الهرم وأركان الدولة بالحفاظ على كينونة الدولة الأردنية وموقعه كلاعب اساسي في المنطقة "بفضل قيادتنا التي تكتسب احتراماً عربياً واقليمياً ودولياً ولا احد يستطيع ان يزاود علينا بمواقفنا الثابتة اتجاه قضية فلسطين ومجمل القضايا العربية"، مع ما أكده الفايز من عدم تعارض فاعلية الاحزاب ودورها مع العشائرية التي وصغها الفايز بعقلانيته بأنها الداعم الرئيس للاحزاب السياسية وصولا الى الدولة المدنية في الحفاظ على الحقوق والواجبات عبر برلمانات وحكومات حزبية منتخبة تنهض بمشروع الاردن الكبير صاحب الهوية الجامعة .
ما قال به الفايز في مكاشفته ان الاردن لا يستطيع حمل عبء القضية الفلسطينية لوحده وان هنالك اطراف عربية واسلامية يتوجب ان تباشر دورها ودعوته لاجتماع قمة عربي اسلامي لبحث القضية الفلسطينية منفردة، هو مطلب ملكي سبق وان تضمنته غالبية طروحات سيد البلاد بالمحافل الدولية، وهو طرح يسجل له لا عليه.
اما حديث الفايز حول الهوية الجامعة، ودور العشائرية والأحزاب في تمتين الأردن السياسي هي مخرجات الكثير من مشاريع الدولة والموشحة بتوجيهات وتوصيات القصر، التقطها الفايز جيدا ونجح بتوظيفها في المصوغات التي قال بها خلال مأدبة الافطار، مصوغات كما يبدو لم تعجب (البعض) ممن اشهروا نصل أقلامهم لإدانة ما قال به الفايز، ووصف تصريحاته وان كان بصورة مبطنة بأنه مخالف للرؤى الملكية ، وانكارهم لحجم التطابق قي سياق الطرح الذي قال به الفايز مع رؤية القصر والدولة، هو قصور في منسوب استيعابهم لرجل بحجم الفايز، قصور يكمن وراءه اهداف مخطط ذاتية فردية لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية العليا التي يعد دولة الفايز احد اهم اقطابها .. فهل يعقل الغافلون وعن مصالحهم الشخصية يندحرون ؟؟ (ام انها رمانة والقلوب اصلا مليانه) .