بسطات وسط البلد ، اين الدولة ؟..

الشوارع و الارصفة و الممرات في وسط عمان مصادرة .

و بسطات تجتاح و تحتل الشوارع و المجال العام . 

و البسطات عقدة اردنية مستعصية . 

امين عمان الراحل عقل بلتاجي نجح في اقتلاع البسطات ، و نجح في تطهير وسط البلد من مظاهر البيع العشوائي . 

و واجه بلتاجي قوى شد عكسي ، ومراكز قوى نافدة تدافع عن اقتصاد البسطات ، وتحمي شبكات مشغلي البسطات . 

و في عهد امين عمان الحالي يوسف الشوارية عادت البسطات الى وسط البلد و بغزارة . 

و ما انجزه بلتاجي باعوام تم محوه بقرار واحد من امين عمان الحالي . 

السماح بعودة البسطات ، وعدم توجيه ادارات امانة عمان المعنية في مواجهة و محاربة تفشي البسطات . 

بل ، ان البسطات عادت بزخم و قوة ، و اكتساح للمجال العام . 

و في شوارع وممرات و ارصفة وسط البلد لا تجد موطيء لقدمك ، و تمشي و تتعثر في بسطة .

و فيما يساق من مبررات حول البسطة .

اتركوا الناس تعيش و تسترزق . 
و كلام مسلوق باسم لقمة الخبز والبطالة و غيرها . 

و طيب ، بالاول من حق الرأي العام ان يتعرف على الملاك الحقيقين للبسطات . 

و اتحدى ان تكشف امانة عمان عن الملاك الاصليين و الحقيقين ، و لو كشفت ستكون الحقيقة صادمة و فاجعة .

و اذكر ذات مرة ان عضو مجلس امانة اعترف بانه يملك مئتي بسطة في وسط البلد و غيرها . 

و مشغلو البسطات يعترفون بانهم يدفعون يوميا مبلغ مالي بدل استئجار بسطة .

و ما كانت البسطة يوما حلا اقتصاديا و اجتماعيا لقضية الفقر و البطالة . 

و لم اقرأ باي نظرية اقتصادية كونية ان البسطات عامل انتاجي في الاقتصاد و غيره . 

تخيل انك تملك 4 بسطات ، و تأجر البسطة الواحدة ب 50 دينار يوميا . 

و استثمار يوازي عمارة و تشغيل باص نقل عام ، و دخل يومي لفندق خمس نجوم . 

هناك اسواق شعبية ، و في سقف السيل و سوق الوحدات بالقرب من مجمع الجنوب ، واسواق اخرى . 

و داخل الاسواق مئات من بسطات الخضار و المواد الغدائية و الاستهلاكية ، و تؤجر البسطات باسعار تفضيلية . 

و تم تدشين الاسواق الشعبية في عهد الراحل عقل بلتاجي للتخلص من ظاهرة البسطات و بديل عملي وواقعي لحصر البسطات و منع انتشارها في المجال العام.

اليوم تدخل على الاسواق الشعبية خاوية ، والفكرة قتلت و اجهضت ، و تحاوط الاسواق الشعبية بسطات تمنع من دخول الناس اليها و ارتيادها لكي يقضوا حاجاتهم بالتسوق 
 . 

و لا اجد تفسيرا في قراءة ظاهرة البسطات الا انها استقواء على الدولة ، و البسطات مظهر بلطجة خطير ، و مظهر لعنوان عريض تقول به ان هناك فئة اقوى من الدولة و لا يسألون باحد . 

كيف تولد البلطجة ؟ عندما تقام بسطة في قلب الشارع ، و يتحدى مشغل البسطة رجل الامن و يتحدى النظام العام و القانون و مؤسسات الدولة . 

و عندما تعرض البسطة بضائع منتهية الصلاحية ، وعندما يعمل في البسطة عامل وافد .. و لا اعرف هل وزارة العمل تمنح تصاريح تحت بند عمال بسطات ؟ 

انا منحاز الى قوة الدولة العادلة ، و انا منحاز الى حماية النظام العام ، و الدعوة الى الحزم ، و محاربة الاعتداء على المجال العام مهما كان مستواها ومصدرها ،و شكلها . 

و كما يجب توقيف كل معتد على الرصيف و الشارع و تجريمه .. و من يريد اقامة بسطة و العمل في اقتصاد البسطات هناك اماكن مخصصة اقامتها امانة عمان ، و يمكن ان يستفيد من الفرص المتاحة . 

موضوع البسطة خطير امنيا ، وتراخي امانة عمان في تنظيم و محاربة العشوائيات البسطات وغيرها قد يولد انفجارا ، و صناعة مظاهر اعتداء على القانون و النظام العام يستعصي مقاومتها و تطويعها . 

فمتى سوف نحرر شوارع عمان من البسطات ؟ ولم تعد مظاهر الاعتداء و تفشيها تقتصر على بسطات وسط البلد ، بل صارت ممتدة لمظاهر اكبر على شكل اكشاك و محال غير مرخصة تتنشر على شوارع المطار و كريدور عبدون و صويلح و شارع الاردن .

فارس الحباشنة