أردوغان لترامب: اعملوا معنا أو أفسحوا الطريق

كشفت صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية عن فحوى مكالمة الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والأمريكي دونالد ترامب، قبيل إعلان أنقرة شن عملية شمال سوريا، في إطار مساعي تشكيل منطقة آمنة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر تركي مطلع على المكالمة بين الزعيمين، أن أردوغان قال لترامب: "اعملوا مع تركيا في عمليتها أو أفسحوا الطريق".
وأوضحت، في تقرير، أن تلك النبرة جاء في وقت شهدت فيه أنقرة توترا شديدا، إزاء عدم أخذ مخاوفها في سوريا على محمل الجد، وفقا لترجمة صحيفة "عربي21".
وأعقبت ذلك، بحسب التقرير، مفاجأة من واشنطن، بإعلانها دعم عملية تركية، دون المشاركة فيها.
وأجرى الجانبان الاتصال أمس الأحد، واتفقا فيه على إجراء لقاء بواشنطن في تشرين الثاني المقبل.
وبحسب بيان رسمي، فقد أكد أردوغان أن إقامة المنطقة الآمنة شرط للقضاء على التهديد الإرهابي الناجم عن الميليشيات الكردية، فضلا عن إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
كما أكد أيضا أن تركيا مصممة على استمرار مكافحة تنظيم الدولة في سوريا، واتخاذ كافة التدابير لتجنب مشكلة مشابهة في المنطقة.
وبعد الاتصال، قال أردوغان في كلمة خلال اجتماع تشاوري لحزبه، العدالة والتنمية الحاكم، إن نظيره الأمريكي أدرج مسألة انسحاب قوات بلاده من منطقة شرق نهر الفرات السورية، لكن من هم حوله لم يعملوا إلى الآن بتوصياته.
ولفت المصدر التركي، بحسب "ميدل إيست آي"، إلى أن أردوغان ألقى بالعديد من الحجج على مسامع ترامب خلال الاتصال، بما فيها الممارسات الأمريكية التي تخالف تعليمات البيت الأبيض، واستمرار تزويد الوحدات الكردية بشحنات أسلحة.
وأضاف، رافضا الكشف عن هويته، أن ترامب لم يعبأ بمخاوف وشكاوى نظيره التركي بقدر اهتمامه بملف محتجزي تنظيم الدولة، بحراسة كردية، شمال وشمال شرق سوريا.
وتابع أن أردوغان أشار إلى تمكن بلاده من ترحيل ستة آلاف مقاتل أجنبي إلى بلدانهم خلال السنوات الماضية، وأنه يمكن للزعيمين أن يعملا معا بهذا الشأن.
إلا أن المصدر أكد عدم تقديم الرئيس التركي أي التزامات، كما لم يقدم ترامب تعهدات بشأن المنطقة الآمنة على الفور، إنما صدر موقف واشنطن بشأن العملية التركية في وقت لاحق.
ولفت أردوغان في تصريحات، لاحقا، إلى أن الأرقام التي تتحدث عن عدد عناصر تنظيم الدولة المتواجدين في الشمال السوري مبالغ فيها، مؤكدا على أنها تقل عن 10 ألاف، وأن بلاده تدرس الخطوات اللازمة بعدم فرار عناصر "داعش" من السجون في تلك المنطقة.