السودان: تعليق مفاوضات جدة يزيد حدّة الحرب…
احتدم القتال في السودان، أمس الجمعة، بالتزامن مع تعليق الوساطة السعودية الأمريكية لمحادثات جدة، بعد اتهام الطرفين بارتكاب انتهاكات جسيمة متكررة لوقف إطلاق النار، ما عرقل إيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية.
واستعداداً للتصعيد العسكري، حشد كل من الجيش و”الدعم السريع” قواتهما بالقرب من معسكر طيبة جنوب الخرطوم الذي يتبع للأخير، بعد مناوشات مستمرة وقصف للطيران الحربي ومدفعية الأسلحة الثقيلة خلال الثلاثة أيام الماضية.
وأعلن الجيش عن استقدام تعزيزات للمشاركة "في عمليات منطقة الخرطوم المركزية”.
ويعتبر معسكر طيبة من أهم المناطق العسكرية لدى "الدعم السريع”. ووفقاً لمراقبين، فهو، يحتوي على مخزون ضخم من الأسلحة والذخائر، ما يعني أن سقوطه في يد الجيش، الذي يهاجمه من عدة محاور، سيغير كثيراً من موازين الصراع، لذلك توقع المراقبون أن تكون معركة عنيفة وممتدة لعدة أيام.
في الموازاة، شهدت مناطق أخرى في جنوب الخرطوم وأمدرمان اشتباكات متقطعة ودوي انفجارات المدافع والقصف الجوي.
وأوضح شهود عيان لـ "القدس العربي” أن القذائف سقطت على المناطق المأهولة بالسكان، خاصة في منطقة جنوب الحزام وأحياء السلمة والأزهري ومايو والأندلس ومدينة الأمل.
كما تحدّث سكان في وقت مبكر عن قصف مدفعي قرب مبنى الإذاعة والتلفزيون في ضاحية أمدرمان.
وفي السياق، أفادت مصادر لـ”القدس العربي” باستمرار الاشتباكات حول مقر الفرقة (21) في مدينة زالنجي، في وقت تشهد المدينة التي تمثل حاضرة ولاية وسط دارفور، عمليات نهب وسرقة طالت محطة الكهرباء وإدارة المحلية وجامعة زالنجي.
في السياق، تداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمجموعة من قوات "الدعم السريع” خلال اقتحامها المتحف القومي.
وعلى صعيد تعليق المفاوضات، قال الجيش إنه تفاجأ بهذا القرار من قبل الوساطة، داعياً إياها إلى مواصلة جهودها في إقناع الطرف الطرف الآخر بتنفيذ مطلوبات الهدنة ووقف إطلاق النار المؤقت بما يمكن من العودة مجدداً لمسار التفاوض.
أما قوات "الدعم السريع” فقالت إنها تلقت يوم الأربعاء "إخطاراً من الوساطة بتعليق مشاركة الانقلابيين وفلول النظام البائد في المباحثات، وأيضاً صدر بيان من الوساطة قررت بموجبه تعليق المفاوضات إلى وقت يحدد لاحقاً”.
وأوضحت "لقد حضر وفد الانقلابيين إلى جدة بواجهات متعددة تمثل عددا من مراكز اتخاذ القرار، وبلا صلاحيات أو تفويض، مما أحدث ربكة وتأخيرا في المباحثات، وقد انعكس ذلك في عدم الالتزام الواضح من جانب الفلول باتفاق وقف إطلاق النار، مما جعل الهدنة الإنسانية من طرف واحد، فيما ارتكب الانقلابيون خروقات وانتهاكات متعددة”.
القدس العربي