الاحتلال يعتقل متضامنين أجانب

شهدت مناطق التماس في الضفة الغربية، فعاليات شعبية رافضة للاحتلال والاستيطان، أسفرت عن وقوع العديد من الإصابات في صفوف المشاركين، بعد استهدافهم من قبل قوات الاحتلال، التي اعتقلت متضامنين أجانب من مسافر يطا في محافظة الخليل، في الوقت الذي اضطرت فيه أكبر شركة أمن خاصة في العالم، لوقف أعمالها في إسرائيل، خضوعا لمطالب حركة المقاطعة، التي اتهمتها بالتواطؤ مع نظام الاحتلال.
ونظم العديد من الفعاليات الشعبية المناهضة للاحتلال والاستيطان قي الضفة وغزة، حيث وصلت حشود من السكان إلى مناطق التماس المهددة بالمصادرة لمصلحة مشاريع الاستيطان، وانخرطوا في مواجهات شعبية مع قوات الاحتلال، حيث قام الجنود بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المشاركين، ما أدى إلى إصابة الكثير من المشاركين بالرصاص المعدني وبحالات اختناق.
واعتقلت قوات الاحتلال متضامنين أجانب، خلال قمعها فعالية سلمية مطالبة بإعادة فتح وتأهيل طريق في منطقة معزولة يقطنها الفلسطينيون في مسافر يطا جنوب الخليل، تتعرض دوما لهجمات استيطانية.
ولا تزال الحكومة الإسرائيلية اليمينية تواصل بشتى الطرق تنفيذ خططها الرامية لتوسيع المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية، في سياق سعيها لتنفيذ مخططات الضم، التي تهدف من ورائها لربط تلك المستوطنات بمناطق العمق الإسرائيلي.
وكشف أخيرا عن العديد من المشاريع الخطيرة التي استهدفت الأراضي الفلسطينية تحديدا في المناطق المصنفة "ج”، علاوة على استهدافها مدينة القدس المحتلة، وذلك على وقع هجمات خطيرة نفذتها جماعات استيطانية متطرفة، بهدف تهجير الفلسطينيين من أماكن سكناهم القريبة من المستوطنات.
إلى ذلك نفذت قوات الاحتلال حملات دهم فجرا، لعدة مناطق في الضفة الغربية، تخللها اعتقال مواطنين من محافظتي نابلس والخليل.
جاء ذلك بعد أن قام 50 مصليا بتأدية صلاة ظهر الجمعة في رحاب المسجد الأقصى، متحدين الإجراءات العسكرية المشددة التي فرضتها سلطات الاحتلال، من خلال الحواجز العسكرية والتضييق على المصلين على بوابات المسجد، ومنعها الكثير من المصلين من الدخول وأداء الصلاة في المسجد.
وفي غزة، نظمت حركة حماس شمال القطاع مسيرة جماهيرية حاشدة إسنادا للمسجد الأقصى ولمدينة القدس المحتلة. وقال القيادي في الحركة محمد أبو عسكر في كلمة له "إن الاحتلال يحاول تثبيت وقائع جديدة بالتقسيم الزماني والمكاني، ويستغل الأعياد الصهيونية لشن حرب دينية على المسجد الأقصى”، لافتا إلى أن المسجد الأقصى ملك للمسلمين جميعًا، مشددا على أنه بحاجة لدعم وإسناد ومناصرة بكل الأشكال.
وأشاد برباط أهل القدس في المسجد الأقصى، داعيا إياهم إلى مواصلته كونه يمثل "صمام الأمان الأول للدفاع عن المقدسات”.
وعلى صعيد العمل الخارجي لمحاصرة الاحتلال وفضح سياساته، استجابت أكبر شركة أمن خاصة في العالم، لحملات الضغط المناصرة للحقوق الفلسطينية، حيث قررت شركة "أللايد يونيفرسال” Allied Universal التي تملك شركة "جي فور أس G4S، بيع جميع استثماراتها في إسرائيل، وذلك بعد تحركات قادتها حركة المقاطعة (BDS)، والتي كانت قد اتهمت تلك الشركة الأمريكية قبل هذا القرار بـ "التواطؤ” في الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة لحقوق الفلسطينيين.
ونجحت الحملة في وقت سابق في الإضرار بسمعة تلك الشركة، وخسارتها لعقود كبيرة عدة، ما أدى إلى سحب الاستثمارات منها من قبل مؤسسة "بيل غيتس” و”الكنيسة الميثودية المتحدة” في الولايات المتحدة وصندوق استثماري كويتي كبير، ونقابات عمالية وغيرها من الجهات، كما قامت عدة منظمات تابعة للأمم المتحدة في الأردن ولبنان بإنهاء عقودها مع الشركة الأمريكية، ما أجبرها عام 2016 على سحب استثماراتها من السجون الإسرائيلية والحواجز العسكرية والمستوطنات غير الشرعية، قبل أن تنهي أخيرا كامل أعمالها، وسحب استثماراتها من حصتها المتبقية في أكاديمية الشرطة الإسرائيلية، "بوليسيتي”.