شقيق شيرين أبو عاقلة: ستتابع قضيتها حتى تحقيق العدالة…

إلى بيروت حضر شقيق شيرين أبو عاقلة للقاء مع الصحافة بدعوة من مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وذلك بمناسبة مرور عام على استشهادها. «أين اصبحت العدالة الدولية في قضية شيرين أبو عاقلة»؟ هو عنوان اللقاء الذي استمر ليومين. في يومه الأول تحدث أنطون أبو عاقلة عن مسار العدالة التي تتابعه العائلة، وفي اليوم الثاني عُقد لقاء حقوقي سلّط الضوء على مسارات العدالة الدولية. وحضره وشارك فيه حقوقيون من فلسطين ولبنان، استمعوا خلاله إلى الشق القانوني من قضية شيرين أبو عاقلة. وكذلك ومع مرور سنة على اغتيال شيرين أصدرت مؤسسة الدراسات الفلسطينية كتاباً يوثق الجريمة الصهيونية بعنوان «استشهاد شيرين أبو عاقلة سجل توثيقي».
انطون أبو عاقلة، الذي يتابع بثبات مسألة تحقيق العدالة لشيرين وصف تغطيتها الصحافية للأحداث في فلسطين بـ«الشفافة والتي تعتمد على الحقائق والقرائن.. واغتيالها ليس صدفة.. إنما تغطياتها هي الدافع الرئيسي في اغتيالها بإعتداء وحشي.. أطلقت عليها 16 رصاصة أي منها لم يكن تحذيرياً، بل جميعها بمستوى الرأس والصدر. أراد زميلها شريف عزب مساعدتها واُستهدف وفي كل مرة كرر فيها محاولة التقدم نحوها تعرّض لإطلاق النار».
وتحدّث أبو عاقلة عن الروايات الصهيونية التي سعت لتلبيس الإغتيال لمن اسمتهم بالمسلحين في المكان، لكنّ الشهود العيان والتحقيقات وما نشرته الأمم المتحدة، والتحقيق العلمي لمنظمة شهود الحق، جميعها دحض الرواية الصهيونية، وحمّل الجيش المحتل المسؤولية. وقال: في التحقيق العلمي تبين أن المسافة بين شيرين والقنّاص 200 متر، وهو بالتأكيد قرأ على سترات الجميع Press. واستمرّ بالإطلاق دون توقف. جميع ما كتب في الصحف العربية والعالمية أكّد الإغتيال من قبل قنّاص صهيوني. وحدها الصحافة الإسرائيلية سألت بوقاحة «لماذا شيرين في جنين»؟ وأشار إلى عنوان جريدة «نيويورك تايمز» بعد استشهاد شيرين: «وفاة شيرين أبو عاقلة عن 51 عاماً». وتساءل هل سيطّلع قرّاء تلك الصحيفة في اليوم التالي على أنها اغتيلت على يد الجيش الإسرائيلي؟
يؤكد انطون أبو عاقلة على أهمية دور شيرين كصحافية كشفت عنجهية الإحتلال الصهيوني وجيشه. وقال: عندما فشلت حكومة الإحتلال في تلبيس الجريمة لمن اسمتهم مسلحين فلسطينيين، اعترفت للإدارة الأمريكية بأن اطلاق النار جرى بغير نية القتل وشيرين قُتلت بالخطأ. وهذا ما أبلغونا به كعائلة كوننا نحمل الجنسية الأمريكية.
وكشف أبوعاقلة عن لقاء العائلة وأصدقائها مع وزير الخارجية الأمريكية ديفيد بلينكن في 28/7/2022 والذي «أكّد بأن المحاسبة سوف تتم. وبما أن شيرين قُتلت برصاصة أمريكية صدر عن السفارة الأمريكية في دولة الإحتلال بيان مشبوه في توقيته في الرابع من تموز/يوليو، أي في يوم استقلال امريكا والعطلة الرسمية. يقول البيان إن الرصاصة تضررت ولم نتمكن من حسم من أطلق النار. هو بيان يعتمد على الرواية الإسرائيلية». والحصيلة، كما قال شقيق شيرين «اتضح لنا أن الإدارة الأمريكية غير معنية بالوصول لأي تحقيق شفاف بهذه الجريمة. فقبل 22 سنة قٌتلت الأمريكية ريتشارد كوري واتهمها الأمريكيون بأنها رمت نفسها أمام الجرّافة؟».
وأضاف: نحن نتحرّك في الولايات المتحدة وكسبنا تأييد عدد من السيناتورات، الى داعمين في وزارة العدل ومكتب التحقيق الفيدرالي، إنما أحشياء كثيرة لا يمكن التصريح عنها الآن.
وأكد أبو عاقلة تصميم واصرار العائلة واصدقاء شيرين على متابعة الجهود في الولايات المتحدة وأوروبا لوقف الإغتيالات، فما من فلسطيني اُغتيل وتسلّم ذووه تحقيقاً من سلطات الإحتلال. يغتالون ويصفون من اغتالوهم بالإرهابين. وقال «أعرف أن أختي لن تعود، لكني متأكد أنها تطلب وقف سياسة الإغتيالات بأي طريقة، وهذا أقل ما يمكن تحقيقه لشهداء فلسطين».
ورداً على سؤال بخصوص محكمة الجنايات الدولية والدعوى المرفوعة إليها من قبل نقابة الصحافيين الفلسطينيين والإتحاد الدولي للصحافيين وشبكة الجزيرة قال: لن اقول إن المحكمة مسيسة، لكنها لا تقوم بدورها، وهي تماطل.
وخلُص للقول: في جنازتها أثبتت شيرين أنها ابنة الجميع، وبعد استشهادها عرفت حجم التغيير الذي أحدثته، لقد تركت علينا حملاً كبيرا ندعو الله لأن يقدرنا عليه وتحقيق العدالة لها.