مدينة الكرك الصناعية.. أين المستثمرون؟..
فارس الحباشنة
أتمنى على الزملاء مندوبي الدستور في الكرك بأن يعدوا دراسة و تقريرا صحفيا عن المدينة الصناعية في الكرك.
فآخر مصنع في المدينة، هو مصنع الطباشير، واما بقية المصانع فقد توقفت عن الانتاج واغلقت ابوابها، وسرحت عمالها، والاف من ابناء الكرك فقدوا وظائهم وفرص العمل وانضموا الى طوابير العاطلين عن العمل.
تصفية الاستثمارات في المدينة الصناعية في الكرك وهروبها تمر بهدوء ودون ضجيج، ولم نسمع اي تعليق من نائب او وجيه او ناشط اجتماعي او «حزبي جديد» حول الواقع المرير للمدينة الصناعية والاستثمار في الكرك.
المدينة الصناعية فلسفة انشائها في الكرك ومحافظات الاطراف من اجل جلب استثمارات اجنبية، ومن اجل توطين الاستثمار، وخلق بئية جاذبة وتسهيلات للمستثمرين، وما هو ابعد سياسيا واجتماعيا في تحقيق عدالة وتوازن في توزيع التنمية والاستثمار وثرواتها ومردودها.
في المدينة الصناعية بالكرك كانت 8 مصانع كبرى تستثمر في قطاع الغزل والنسيج ومصانع شوكولاته ومصانع سكاكر، وكانت تشغل الافا من ابناء الكرك، وتساهم في شكل غير مباشر في دعم وتحفيز الاقتصاد المحلي وتنشيطه. لماذا هرب المستشمرون، وهل تعثر استثمارهم في الأردن ؟
اتمنى لو نسمع اجابات من الحكومة، واتمنى لو ان ادارة المدن الصناعية تفصح عن الاسباب الحقيقية وراء تصفير الاستثمار في الكرك. و لكي نعرف الحقيقة، ونعرف ما هي التحديات والمعيقات، ووضعها امام العاملين في التخطيط الاستثماري والوقوف على التعثر ونزوح الاستثمار.
سمعنا كلاما كثيرا، وسمعت كلاما مباشرا من مستثمرين اجانب، وسردوا حكايا عن استثمارهم في الاردن بوجع وقلق. ورأسمال كما يقال : جبان ومتردد .
استثمارات كانت ناجحة، واستثمارات في مدينة الكرك الصناعية فتحت خطوط تصدير غزيرة الى اسواق دول اوروبية وامريكا، ودول مجاورة.
تنمية الجنوب والبادية ليست حسنة ولا منة.
الجنوب كنز الاردن، ثروات الاردن المعدنية موجودة في الجنوب من فوسفات وبوتاس واسمنت، وطاقة متجددة.
و اهم، ما لا يسري في معادلة التخطيط التنموي في الجنوب الاردني، لماذا لا تنقل ادارة الشركات الكبرى في قطاع التعدين والطاقة المتجددة ادارتها الى هناك، ولا تبقى في عمان ؟ نقل ادارات بعيدا عن الواسطة والمحاسيب واصحاب النفوذ السياسي وغيره، وان تشتغل ادارات الشركات على تعويض الفاقد في معادلة التنمية، وخلق مشاريع بديلة لتمكين الشباب من مهن وحرف صناعية ورقمية جديدة، وتأهليهم ليكونوا منتجين.
في الكرك، رقم البطالة يتضاعف شهريا، والمدينة بلا استثمارات، والشركات الاستثمارية هربت ونزحت الى بلاد اخرى. و اشبه ما تعيش المدينة احجية في موضوع التنمية والاستثمار، وهي قصة اشبه ب»ليلى والذئب»، وكيف وقعت الجدة وحفيدتها ضحية لمكر الذئب ؟