وفيات مفاجئة لمئات العمال في قطر
كشف تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، أن السلطات القطرية فشلت في التحقيق بالحالات المتعلقة بوفيات مفاجئة لمئات العمال المهاجرين الذين يموتون هناك كل عام.
وقالت الصحيفة، إن قطر تكتفي بالفحص الخارجي قبل إغلاق ملفات الضحايا، وأغلبهم عمال آسيويون.
وتصنف غالبية حالات الوفاة في قطر التي تستعد لاستضافة كأس العالم بكرة القدم 2022، على أنها ناجمة عن أزمات قلبية مفاجئة خلال نومهم، في وقت لا يتم فيه تشريح معظم حالات الوفاة، لترجعها السلطات لأسباب طبيعية وتغلق ملفاتهم من دون بحث أو تدقيق.
ونقلت "الغارديان" عن خبير في الطب الشرعي بقطر قوله، إنه في معظم هذه الحالات يتم الاكتفاء بفحص خارجي للضحايا.
ويأتي تقرير الصحيفة البريطانية بعد مرور أسبوع على تحقيق آخر سلط فيه الضوء على مئات الآلاف من العمال الذين يتعرضون لمستويات قاتلة من الإجهاد بسبب استمرار العمل لأكثر من 10 ساعات يوميا، وسط درجات حرارة مرتفعة تصل إلى 45 درجة مئوية، وهي ظروف عمل قاسية قد تتسبب في ارتفاع ضغط الدم والضغط على القلب والأوعية الدموية.
وتقول السلطات القطرية، إنها تحمي العمال من الإصابات المرتبطة بالحرارة من خلال حظر العمل في المناطق الخارجية غير المظللة بين الساعة 11.30 والساعة 3 بعد الظهر منذ منتصف يونيو وحتى أغسطس.
ومع ذلك، أظهر تحليل أجرته صحيفة "غارديان" لبيانات الطقس الرسمية على مدى فترة 9 سنوات، أن حظر العمل لا يبقي العمال في أمان.
ففي الساعات التي تسبق أو تلحق بحظر العمل، لا يزال أي شخص يعمل في الخارج معرض لمستويات قاتلة من الإجهاد الحراري بين شهري يونيو وسبتمبر، التي يقول أطباء القلب إنها تؤدي إلى أعداد كبيرة من الوفيات كل عام.
وتعليقا على تحقيق "الغارديان" أشار الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، عصام شيحة، إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتناول فيها وسائل الإعلام مسألة وفيات العمالة في قطر، إذ سبق أن تطرقت صحف إسبانية للموضوع، فضلا عن تقارير خاصة بمنظمة العفو الدولية.
واعتبر شيحة في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، أن قطر تتمادى في انتهاك حقوق العمال، نظرا لوجود قوانين في البلد تتيح تلك التجاوزات، مضيفا أن قطر تتهرب من التزاماتها الدولية في سبيل إكمال المنشآت الخاصة ببطولة كأس العالم التي تستضيفها، في حين لا تفرض عليها أي عقوبات من جانب المنظومة الدولية، نظرا لكون الغالبية العظمى من وفيات العمال ينحدرون من دول فقيرة.
ولفت شيحة إلى تهرب السلطات القطرية من عمليات تشريح جثث الموتى من العمال كونها تدرك تماما حجم الإعياء الذي تعرض له هؤلاء، هذا إلى جانب ظروف العمل الصعبة جدا.
ودعا شيحة الدول التي ينتمي إليها هؤلاء العمال إلى إثارة قضيتهم في المحافل الدولية وخصوصا في المؤتمرات والندوات التي تنظم في أروقة الأمم المتحدة.