وكالة الغوث الدولية وتصريحات مفوضها العام

  
     في مؤتمر صحفي عقد في مقر الأمم المتحدة2 /2023/6 صرح السيد فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الغوث الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين بأنه " لن يكون لدى الأونروا أي  تمويل أو نقد اعتباراً من سبتمبر القادم لمواصلة تشغيل مدارسها" وفي تصريح سابق له في لبنان حذر السيد لازاريني من خطر انهيار الأونروا بسبب الأزمة المالية.
واعرب عن مخاوفه بأن تصل الوكالة الى نقطة اللاعودة.
إن الأنوروا تضطلع بواجبات التي حددها بيان تأسيسها والذي جاء بإرادة أممية على أثر نكبة 1948 والتي أدت الى تهجير عدد كبير من الفلسطينيين من أرضهم بحيث تقدم لهؤلاء اللاجئين الإغاثة والرعاية وتأمين حياة كريمة لهم لحين تطبيق ما صدر من قرارات دولية شرعية كحل لقضيتهم بالعودة والتعويض.
فترتب على ذلك أن تقدم الدول المانحة الأموال الكافية لتحقيق خدمهة مثلى للاجئين كما ارادها المجتمع الدولي ان تكون.
حينما يطرح المفوض العام هذة المخاوف بعدم تمكن الوكالة من اداء التزاماتها يكون السبب حكما تقصير الدول المانحة من الوفاء بالتزاماتها المالية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة الحصة الأكبر من تلك المعونات.
علما أن ما يقدم من خدمات لجموع اللاجئيين في مناطق اللجوء الخمسة هو حق مكتسب وواجب على الوكالة لإقرار المجتمع الدولي بالنكبة ونتائجها فتحمل مسؤولياته تجاه أولئك الذين هجروا من أرضهم بسبب الإحتلال الإسرائيلي لجزء من فلسطين التاريخية.
منذ سنوات وحكومة نتنياهو الخامسة والسادسة تسعى بكل الجهد لتقويض عمل وكالة الغوث الدولية واجتثاثها نهائيا لتشطب سياسيا أحد أهم الشواهد على النكبة الفلسطينية لتمضي في مخططها الهادف الى تصفية القضية الفلسطينية بالكامل ، ضاربة بعرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 194 وكل ما له علاقة بتأكيد الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
إن وعي وحكمة صانع القرار السياسي الاستراتيجي في الأردن والذي يقودة جلالة الملك عبدالله الثاني تصدى دائما للأزمات التي عصفت بالوكالة وقاد تحركا عربيا ودوليا لتمكين وكالة الغوث من أداء دورها الخدمي والسياسي ونجح دائما في مساعيه وذلك إنطلاقا من موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين.
إن أي خلل أو تقصير في ما تقدمة وكالة الغوث الدولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين سينعكس سلبا على الواقع المعاشي والحياتي والإجتماعي للاجيء الفلسطيني ما قد يؤدي الى بروز ظواهر في مجتمع اللاجئين تكون عواقبها سلبية عليه وعلى المحيط الذي تعيش فيه.
وهكذا محاولات لن تجعل اللاجئين الفلسطينيين يتنازلون عن حقوقهم الوطنية المشروعة وسيدافعون عنها بكل الطرق والوسائل.
بقاء وكالة الغوث الدولية تكريس للإرادة الأممية ودعمها واجب على كل الدول المانحة لتبقى قادرة على تحقيق الهدف الذي أنشئت من أجلة في خدمة اللاجئيين الفلسطينيين وتبقى إحدى الشواهد المهمة على النكبة والإعتراف بحق من هجروا من أرضهم استنادا الى قرارات الشرعية الدولية.
                           محمد هشام البوريني