مبادرة نون للكتاب تستضيف الروائي خالد سامح لمناقشة روايته "الهامش"
نظمت (مبادرة نون للكتاب) في عمّان قبل ايام جلسة نقاشية عقدت في مكتبة عبد الحميد شومان، واستضيف فيها الروائي والقاص خالد سامح، وذلك لمناقشة روايته الأولى الصادرة عام 2020 بعنوان "الهامش" عن دار ضفاف اللبنانية والإختلاف الجزائرية، حيث تتناول مرحلة مفصلية شهدتها المنطقة بعد احتلال العراق عام 2003، وتركت آثارها القاسية على مستويات عدة.
العمري: تحولات المنطقة
قدم الروائي محمد العمري في بداية الجلسة نبذة عن الكاتب الضيف، وأبرز إصداراته الأدبية ومنها في القصة "نافذة هروب" 2008 ، "نهايات مقترحة"2011 ، "ويبقى سراً" 2016، "بين سطور المدينة" 2017 ، كما أشار العمري أن سامح حاصل على بكالوريوس علوم سياسية من الجامعة الأردنية ويعمل صحفي في جريدة "الدستور" الأردنية منذ العام 2003.
لم يفت الروائي محمد العمري أن يعرج على الأحداث الرئيسية في الرواية التي عبرت عن تحولات المنطقة العربية بدايات الألفية الثالثة، والتي تنطلق في الرواية مع احتلال العراق عام 2003 وما تبع ذلك من تحولات سياسية شهدها الإقليم المحيط بالأردن، وبصورة خاصة خلال السنوات الثلاث التي تلت ذلك الحدث الذي هز المنطقة، وأثر بوعي المثقف العربي تماماً كما حصل بعد هزيمة العام 1967، فحازم صحفي أردني منخرط في العمل السياسي المعارض ويعاني من حساسية خاصة تجاه محيطه توصله لقلق ثم اكتئاب وجودي يثير كثير من الأسئلة في الرواية، لكن حياته تشهد انعطافة كبيرة عندما يلتقي بلهيب، وهي إمرأة عراقية هربت من أتون الحرب، عملت مترجمة مع قوات الاحتلال، ثم اختطفت من قبل جماعة أصولية مسلحة وتعرضت لإعتداء جسدي بشع نتج عنه دمغة بقيت في جسدها لسنوات، ومن خلال العلاقة بين لهيب وحازم يتتبع القاري وجوه الحرب والمصائر التي ترسمها للبشر، ويمر على الكثير من أحداث مثيرة تفوق الخيال.
الحوتري: قلق وجودي مركب واكتئاب حاد
أما المشرف على (مبادرة نون للكتاب) الروائي أسيد الحوتري، فقد قسم مداخلته المطولة حول الرواية إلى عدة محاور، تناولت عنوان الرواية، الأحداث والشخصيات بصورة عامة، ثم لغتها، وجوانب القوة والضعف فيها، وغيرها من المحاور التي شارك عدد من الحضور في نقاشها وإبداء آراء حولها.
وقال الحوتري إن عنوان الرواية يستدعي التوقف والتأمل، فـ"الهامش" كما يرى مفردة شاع استخدامها في النقد ما بعد الكولونيالي كثيراً، لكن في الرواية الهامش يأخذ أبعاداً نفسية ذاتية، فهو كل ما يحيط بالشخصية الرئيسية "حازم" من أشخاص وأحداث، ينصحه الطبيب النفسي الذي يراجعه بعدم الإهتمام بها والغوص في تفاصيلها، بل الالتفات فقط لشؤونه الخاصة وتحقيق نجاحات تخصه، والخوض في تجارب بعيدة كالحب والزواج وغيرها دون الانغماس في الهم السياسي العام.
ورأى الحوتري أن الرواية تمزج بين الأدب والفلسفة الوجودية، وكذلك علم النفس، وأن القلق الوجودي الذي تطرحه مركب وذو مستويات عدة ذات علاقة بمعنى الحياة أولاً والخوف من الموت ثانياً، والخوف من الحرية ثالثاً - على الرغم من أننا نسعى إليها دوماً-،والشعور بالوحدة والوحشة رابعاً، كما أوضح أن هذا القلق الذي اكتنف حازم تحول لمرض مزمن وصفه الراوي العليم في العمل بـ"الاكتئاب الوجودي".
وحول اللغة نوه الحوتري بسلاستها ورشاقتها وأدبيتها في نفس الوقت، ورأى أنها تخففت من اللغة الشعرية المفتعلة التي نجدها عند الكثير من الروائيين.
ملاحظات وانتقادات
الحضور من كتاب ومهتمين، أفصحوا عن رأيهم في الرواية خلال الجلسة التي امتدت لساعة ونصف، وأشار المتحدثون إلى أهميتها كوثيقة تاريخية وإبداعية في آن، كما عبروا عن تحليلاتهم المختلفة لشخصيتي لهيب وحازم ، لكنهم تحفظوا على بعض الأحداث التي رأوا أنها تحمل بعض المبالغة، وانتقدوا سلبية حازم التي رافقته طيلة الأحداث والتي عجز عن الخروج منها، كما أشار بعضهم إلى أن شخصية "جاسم" وهو الشاب الذي يعمل مع لهيب في عمان مقحمة ويمكن شطبها من الرواية دون أن تتأثر الأحداث.