الدكتور بسام العموش يرد على الكاتب فارس الحباشنة (ما هكذا تورد الإبل يا فارس الحباشنة)..
متابعة/ محمود المجالي
نشرت الدستور اليوم مقالاً للوزير الأسبق الدكتور بسام العموش بعنوان ما هكذا تورد الإبل يا فارس الحباشنة، ليرد به العموش على مقال نشرته الصحيفة ذاتها قبل أيام للكاتب فارس الحباشنة بعنوان(ماذا تلبس النساء بالصيف الحار).
ويبدو أن سجالاً فكرياً سيفتح ما بين الحباشنة و العموش والجمهور شهيته مفتوحة لمتابعة هذا السجال، ولا أظن أن الحباشنة سيقف صامتاً أمام رد الوزير الأسبق العموش
وتالياً نص المقالين..
ماذا تلبس المرأة في الصيف الحار؟
هذا الصيف حار، درجة الحرارة وصلت الى 42 في عمان، وفي العقبة والاغوار سجلت 46 درجة.
موجة الحر ملتهبة على بلادنا، ويبدو ان موجات الحر سوف تكون متتوالية، وكل موجة اشد حرا من سابقتها.
انا اكره الحر والصيف، واعتبر نفسي كائنا شتويا، واحب جو الشتاء والمطر والثلج وتفاصيلهم.
في الصيف انا احزن على الفتيات، واما الرجال فهم يلبسوا فلا احد يكترث او يعلق على لبساهم، وكل شيء مسموح لهم، يلبس تي شيرت وشورت، وبنطلونا قصيرا، ويلبس الرجل دشداشة وثوبا وغيرها.
واما المرأة فعين بكبرها على جسدها، وتجد المرأة وخصوصا الفتيات انفسهن في حيرة في مجتمع مفصوم يجرم جسد المرأة وغير متسامح مع جسدها، واذا ما ظهر من جسدها فهو عورة وفتنة.
في الاسلام شرعا وفقها لم يحسم ما هو لباس المرأة الشرعي. ولباس المرأة الشرعي اليوم من انتاج الوهابية والطلبانية، ولباس لا يمت بصلة مع اللباس الشرعي للاسلام في بدايات الدعوة.
المرأة في مجتمعنا تلبس الثوب، وتلبس مدرقة، وتلبس في البوادي والريف غطاء على الرأس «عصابه ومنديل « ، وهذا اللباس موجود، ولا يقترن ويرتبط في فقه وشرعية، وانما لباس تقليدي وتراثي موروث.
ما عرفنا النقاب والحجاب الا بعد الثمانينات وبزوغ الاسلام الافغاني، ودعوات العودة الى الاصول الرجعية، ونمو الحركات السلفية الدينية، وتسييس الدين واسلمة المجتمع واللباس، وتحميل قضية المرأة ما لا يحتمل من تكفير وتحريم، وتجريم.
و ظهر الجلباب، واول ما ظهر ارتداء الجلباب في مصر وسورية، وعرف الجلباب باللباس الطويل الذي ترتديه المرأة، ومشروطا ان تكون المرأة ترتدي على رأسها حجاب ونقابا على وجهها.
و شرع فقهاء السلفية في اصدار فتاوى وخطب دينية، وفي فترات ازدهرت فتاوى وخطب الكاسيت، للشيخ عبدالحميد كشك وعبد الله عزام، وخد ما تشاء من تحريم وتكفير لاي لباس يعارض ويخالف لباس الاسلام الجديد.
و في مصر انتشرت ظاهرة توبة الفنانات والمطربات، ولبسهن للحجاب، وانتشار اخبار اعتزال الفن، وصارت اخبار الفنانات التائبات والمعتزلات.
وظهرت موضات اخرى من لباس الجلباب، ولباس حاز على فتاوى دينية وشرعية، جاكيت طويل يغطي جسد المرأة وبنطلون طويل، وحجاب، ولباس شريطة ان لا يكون ضيقا وفضفاضا، ونافس الجلباب، وانتشر في صفوف طالبات الجامعات وطبقة الموظفات وغيرها.
اليوم، الامم المتحدة تحذر من موجات حر اكثر شدة، والمناخ العالمي يتغير، والكرة الارضية في حالة انحباس حراري وازمة مناخية.. وثمة ما يستدعي موقفا شرعيا وفقهيا من لباس المرأة ويراجع رزمانة الفتاوى القديمة، وذلك في ضوء التغيير والانقلاب المناخي، وماذا تحتاج المرأة ان تلبس في صيف حار وملتهب ..
مقال العموش
نشر الاعلامي فارس الحباشنة في الدستور مقالة تناول فيها لباس المرأة في الصيف وارتفاع درجات الحرارة داعيا إلى افتاء جديد في مسألة لباس المرأة. أقول بداية أنني كنت اتمنى ان يكون موقف فارس موقفا
أكثر دقة منسجما » مع العلم الشرعي والواقع البشري والعقلي وبخاصة أنه ينتمي إلى عشيرة عريقة من عشائر الأردن كانت ألبسة النساء فيها كبقية عشائر الأردن الثوب والمدرقة والشرش والحطة وهي البسة يا سيد فارس قبل طالبان وقبل الوهابية. نعم ليس هناك تفصيل محدد لشكل اللباس الشرعي لأن العرف له دور لكن دون أن يتجاوز على الشرع الذي يطلب من المرأة أن تغطي جسدها ثم لتفصل المجتمعات ما تريد. وكل شعب مسلم يختار ما يراه فالايرانيات المتدينات بلبسن الشادور ونساء الجزيرة العربية يلبسن العباءة وفي الأردن ومصر من الدول الغربية يلبسن الجلباب وبالطبع انا أتحدث عن المسلمات الملتزمات بالدين. وكل هذه الألبسة لم يصنعها الشيخ كشك ولا الدكتور عبدالله عزام ولا علي الطنطاوي ولا الشعراوي ولا ابن باز رحمهم الله بل صنعها الناس ورضيها من رضي وارتداها من ارتداها. هل المطلوب أن تكون ببغاوات الأزياء باريس؟ هل
المطلوب مرة كشف الساقين ومرة كشف الظهر ومرة كشف الصدر ؟؟ ماذا لو جاءت موضة مستوردة لتقول ان لباس الصيف هو البكيني فهل تقبل يا فارس هذا؟ ومن هي النساء اللاتي شكين إليك من اللباس الشرعي الذي لا يتناسب مع الصيف كما تدعي ؟! ألا يقول لنا المتنبي الجوي: عدم التعرض لأشعة الشمس ؟! كنا نريد منك الدعوة لتغطية الجسد كي لا تحرقه الحرارة وأشعة الشمس.
والعالم أمامنا ورأينا ونرى أثار التعري والتكشف والعبث بأحاسيس المراهقين من الجنسين. اللباس الشرعي عفة وطهارة والتزام اختارته نساؤنا ومن كان لها رأي آخر فلا أحد يلزمها. إن اللحوم المكشوفة تقع عليها الذباب ولا تصلح لنا وبناتنا ونساؤنا وأخواتنا لسنا سلعا رخيصة لكل عين خائنة حذرنا الله منها يعلم خائنة الأعين . ونحن نقرأ القرآن الذي يدعو النساء للستر « يدنين عليهن من جلابيبهن ويدعو المرأة للحذر من الطامعين فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض .
يا فارس أتمنى أن يكون موقفك موقف الفرسان فجدتي صبحا رحمها الله كانت تلبس الشرش والملفع والمدرقة وحفيداتها يلبسن لباسا شرعيا معاصراء ولم يستمعن لمتطرف ولا لإرهابي حيث صار ذكر هؤلاء «مشجبا» وشماعة وكل المعزوفات الممجوجة من طالبان والقاعدة وداعش ودعاة التكفير والتفجير !! أما نحن فأردنيون وعرب ومسلمون وأذكرك وأنت ابن الكرك ماذا كانت تلبس النساء المسلمات والمسيحيات في الكرك ومادبا والحصن وكل مناطق الأردن. لسنا نعاني من انقصام بل نحب هويتنا ولن تكون أذنابا. كلمة أخيرة لك أخي فارس أن تنتبه لما يخالف القرآن وان
لا تقف في الخندق المضاد للتعاليم الإسلامية!! وأبشرك بأنك لن تجد من أهل الدين والعلم من يفتي للمرأة بخلع لباسها