النيجر : انقلابيو يعينون الأمين زين رئيسا للوزراء ..
أعلن العسكريّون الانقلابيّون في النيجر، في بيان تُلي عبر التلفزيون الوطني مساء الاثنين، تعيين علي الأمين زين رئيسا الوزراء، في وقت يسعى المجتمع الدولي إلى استعادة النظام الدستوري في البلاد في حين قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، فيكتوريا نولاند، الإثنين، إنها التقت القادة العسكريين في النيجر من دون إحراز أي تقدم فوري على مسار انهاء الانقلاب.
وقال العقيد أحمدو عبد الرحمن "عُيّن (علي) الأمين زين رئيسا للوزراء”.
بمجرّد وصوله إلى السلطة، كان الرئيس الأسبق مامادو تانجا قد عيّن علي الأمين زين وزيرا للمال عام 2002 لمعالجة وضع اقتصادي ومالي فوضوي.
شغل زين منصب وزير المال إلى أن أُطيح تانجا في انقلاب عام 2010 نفّذه القائد العسكري سالو دجيبو، قبل تنظيم انتخابات رئاسيّة فاز بها محمدو إيسوفو، سلف محمد بازوم الذي أطيح من السلطة في 26 تمّوز/يوليو المنصرم.
وزين خبير اقتصادي شغل أيضا منصب ممثّل مصرف التنمية الإفريقي في تشاد وساحل العاج والغابون.
وُلِد زين عام 1965 في زيندر (جنوب)، ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكّان في البلاد، والتحق بوزارة الاقتصاد والمال عام 1991 بعد دراسته في المدرسة الوطنيّة للإدارة في نيامي. وهو أيضا خرّيج مركز الدراسات الماليّة والاقتصاديّة والمصرفيّة في مرسيليا وجامعة باريس الأولى.
وأضاف عبد الرحمن أنّ "اللفتنانت كولونيل حبيب عثمان عُيّن أيضا قائدا للحرس الرئاسي”.
وفي سياق تصل، أوضحت نولاند في تصريح للصحافيين عبر الهاتف من نيامي عاصمة النيجر أنها التقت على مدى أكثر من ساعتين كبار القادة العسكريين في البلاد.
وأضافت أن "هذه المحادثات كانت بغاية الصراحة واتّسمت أحيانا بالصعوبة”.
وقالت "كانت هذه أول محادثات تعرض فيها الولايات المتحدة مساعيها الخيّرة في حال وجدت رغبة لدى الأشخاص المسؤولين عن هذا الوضع للعودة إلى الانتظام الدستوري”.
وأشارت إلى أن العرض لم يلق قبولا.
وذكرت أنها التقت الجنرال موسى سالو بارمو الذي عيّن رئيسا جديدا لهيئة الأركان، وقادة آخرين.
وكشفت أن المجموعة العسكرية لم تستجب لطلبها لقاء قائدها الجنرال عبد الرحمن تياني، كما لم تستجب لطلبها لقاء الرئيس المحتجز محمد بازوم، علما بأن مسؤولين أمريكيين تواصلوا هاتفيا مع الأخير.
وقالت نولاند إنها عرضت "عددا من الخيارات” لإنهاء الانقلاب.
وأكّدت أنها أوضحت العواقب على العلاقات مع الولايات المتحدة إذا لم يعمد الانقلابيون إلى إعادة السلطة لبازوم أو إذا اقتدوا بدول الجوار في التعاون مع مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية.
وتابعت "آمل أن يبقوا المجال مفتوحا أمام الدبلوماسية. لقد قدّمنا ذاك الاقتراح. سوف نرى”.
وقالت إن بارمو مطّلع جيّدا على التعاون مع الولايات المتحدة من خلال انخراطه في الماضي مع القوات الخاصة.
وأشارت نولاند إلى أن الانقلابيين في النيجر "يدركون جيدا جدا المخاطر التي تتهدد سيادتهم عندما تدعى فاغنر” إلى البلاد.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس وزراء النيجر "المعزول” حمودو محمدو، الإثنين، أن الانقلابيين العسكريين طلبوا من وفد الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) "العودة” إلى نيامي، في مقابلة أجرتها معه شبكة "تي في 5 موند”.
وقال محمدو إن "المجلس العسكري طلب من وفد إكواس العودة”، مشيرا إلى أن أعضاء الوفد "سيكونون في نيامي على الأرجح اليوم (الإثنين) أو غدا”.
وكان وفد دول غرب إفريقيا وصل مساء الخميس إلى نيامي سعيا لإيجاد مخرج للأزمة، غير أنه غادر بعد بضع ساعات بدون أن يلتقي أيا من قائد المجموعة العسكرية التي نفذت الانقلاب عبد الرحمن تياني أو الرئيس المخلوع محمد بازوم.
وبعد يوم على انتهاء المهلة التي حددتها إكواس للعسكريين حتى الأحد الساعة 23,00 ت غ لتسليم السلطة أو مواجهة احتمال استخدام القوة، أعلنت المنظمة في بيان أنها ستعقد "قمة استثنائية جديدة” الخميس في أبوجا.
ووضع قادة جيوش دول إكواس الأسبوع الماضي إطار "تدخل عسكري محتمل”، وفق ما أفاد مسؤول في الجماعة، غير أن المهلة انتهت بدون حصول أي تحرك.
وقال محمدو بهذا الصدد "لم يخب أملنا، لأن هدفنا ليس التدخل العسكري، هدفنا ترميم الديموقراطية وخروج الرئيس بازوم من الحجز”.
وأشار إلى اشتداد شروط احتجاز الرئيس المعتقل منذ الانقلاب في 26 تموز/يوليو مع ابنه وزوجته، مضيفا "قطعوا عنهم الكهرباء وقطعوا عنهم الماء”.
لكنه أضاف "لا يزال التفاوض ممكنا”.
وقال إن التظاهرات المؤيدة للعسكريين "لا تفاجئني” مؤكدا أنه "من أجل ملء الملعب الرياضي مثلما حصل، يكفي رصد الوسائل من أجل ذلك، ووعد المشاركين بالحصول على بدل مالي”، في إشارة إلى تجمع 30 ألفا من أنصار الانقلاب الأحد في ملعب سيني كونتشي في نيامي.
وأخيرا اعتبر محمدو أن "المشاعر المعادية لفرنسا” التي ظهرت من خلال أعلام وشعارات معارضة للقوة الاستعمارية السابقة خلال التظاهرات المؤيدة للانقلابيين في نيامي، هي نتيجة "تلاعب مجموعة صغيرة من الأطراف التي تدعي أنها من المجتمع المدني”.
وختم "ما ننتظره من فرنسا هو أن تواصل دعم النيجر”.
قال إيموس لونجو المتحدث باسم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) لرويترز اليوم الاثنين إن التكتل الإقليمي سيعقد قمة في العاصمة النيجيرية أبوجا يوم الخميس لمناقشة انقلاب النيجر.
بلينكن: الدبلوماسية هي "السبيل الأفضل” لحل أزمة النيجر
ومن جانبه، أعلن وزير الخارجيّة الأمريكي أنتوني بلينكن في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدوليّة الاثنين أنّ الدبلوماسيّة هي "السبيل الأفضل” لحلّ الأزمة التي سبّبها الانقلاب في النيجر.
وقال بلينكن "من المؤكّد أنّ الدبلوماسّية هي السبيل الأفضل لحلّ هذا الوضع. هذا هو نهج المجموعة الاقتصاديّة لدول غرب إفريقيا، هذا هو نهجنا، ونحن ندعم جهود إكواس لاستعادة النظام الدستوري”.
واشنطن: نتواصل مع قادة انقلاب النيجر لحثهم على التنحي عن السلطة
وقالت الخارجية الأمريكية، الإثنين، إنها على تواصل مباشر مع قادة الانقلاب في النيجر لحثّهم على التنحي عن السلطة، مضيفة أن الفرصة لا تزال متاحة لحل الأزمة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، في مؤتمر صحافي، إن واشنطن على تواصل أيضًا مع رئيس النيجر المحتجز منذ 26 يوليو/تموز الماضي، وقد "فتحت نافذة أمل للحل”.
وقال: "لا نزال على اتصال برئيس النيجر محمد بازوم، ومسؤول بالوزارة تحدث إليه في وقت سابق اليوم (الإثنين)، لا تزال هناك فرصة لحل الأزمة في النيجر”.
وأضاف ميلر: "هناك اتصال مباشر مع زعماء الجيش في النيجر لحثهم على التنحي عن السلطة”.
من جهة ثانية، قال إن "برامج المساعدات الأمريكية لحكومة النيجر توقفت مؤقتًا بسبب الانقلاب العسكري”.
وحسب ميلر، تقدّر قيمة المساعدات التي تم إيقافها "بأكثر من 100 مليون دولار، تشمل مساعدات إنمائية وأمنية”.
وأضاف أن المساعدات الأمريكية التي تقدر قيمتها الإجمالية بـ”مئات الملايين من الدولارات معرّضة للخطر إذا لم يُعد المجلس العسكري الحكومة المنتخبة إلى السلطة”.
ألمانيا تحذر قادة انقلاب النيجر من إلحاق الأذى بالرئيس بازوم
وفي برلين،حذرت الحكومة الألمانية قادة الانقلاب العسكري في النيجر من إلحاق الأذى أو ارتكاب أعمال عنف ضد الرئيس المحتجز محمد بازوم، وعائلته.
وفي حديثه لوسائل الإعلام بالعاصمة الألمانية برلين، الاثنين، قال متحدث وزارة الخارجية سيباستيان فيشر، إنهم قلقون بشأن بازوم.
وأضاف: "أود أن أغتنم هذه الفرصة للتأكيد مرة أخرى على رسالتنا للانقلابيين بأنه يجب عليهم توقع عواقب شخصية وخيمة في حال حدوث أي مكروه للرئيس بازوم المنتخب ديمقراطيا وعائلته”.
وأضاف: "سننظر إلى ذلك على أنه تصعيد مثل شركائنا الأفارقة”.
ورداً على سؤال حول العواقب الشخصية المحتملة، حدد فيشر العقوبات وكذلك الملاحقة الجنائية الوطنية أو الدولية "كخطوات محتملة”.
كما أعرب عن أمله في أن يستجيب مدبرو الانقلاب لجهود الوساطة من قبل الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس”.
ويرى فيشر أن الوضع في النيجر لا يزال "هشًا ومتوترًا”.
وكانت "إيكواس” منحت قبل أسبوع المجلس العسكري بالنيجر مهلة انتهت الأحد للإفراج عن الرئيس بازوم وإعادته للحكم، بعدما أطاح به في انقلاب عسكري بتاريخ 26 يوليو/ تموز المنصرم، بقيادة رئيس وحدة الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تشياني.
وأكدت المجموعة الاقتصادية الإفريقية أنها ستطرح كافة الخيارات بما فيها التدخل العسكري، على الطاولة في حال لم يستجب الانقلابيون لمطالبها.
وتضم "إيكواس” في عضويتها 15 دولة، وهي غامبيا وغينيا وغينيا بيساو وليبيريا ومالي والسنغال وسيراليون وبنين وبوركينا فاسو وغانا وساحل العاج والنيجر ونيجيريا وتوغو والرأس الأخضر.
ويبلغ مجموع سكانها نحو 350 مليون نسمة (إحصاءات 2021)، وتبلغ مساحتها الإجمالية 5 ملايين كيلومتر مربع، أي 17 بالمئة من إجمالي مساحة قارة إفريقيا.