"جلسه حوارية بعنوان العنف الجامعي في المركز الثقافي الملكي" ..
أقيم في المركز الثقافي الملكي يوم السبت 12/8/2023 جلسة حوارية
بعنوان "العنف الجامعي .. الأسباب والحلول". بتنظيم من
جماعة عمان لحوارات المستقبل
وتحدث في الجلسة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الدكتور عزمي محافظة ، حيث أشار إلى حق الطلبة بأن يتلقوا تعليمهم في بيئة تعليمية مناسبة تهيئ لهم كل الإمكانيات الكفيلة بذلك ، لافتا إلى دور الشباب في عملية التحديث السياسي وأهمية انخراطهم في العمل الحزبي والمشاركة في صناعة القرار.
ولفت إلى نظام العمل الحزبي في الجامعات الذي أقرته الحكومة وأصبح العمل به نافذا منذ شهر حزيران الماضي.
وأكد محافظة على ضرورة تعزيز ثقافة التسامح وقبول الآخر، مبينا أن تدني الوعي السياسي لدى بعض الطلبة وعدم النضج أدى إلى تفشي الخلافات واتباع سلوكيات أسهمت في خلق مشكلات.
وأشار إلى الجهود الساعية لوضع خطط واستراتيجيات للوقوف على الأسباب وإيجاد المعالجات ، مؤكدا ضرورة عدم انعكاس الخلافات الاجتماعية ووصولها إلى الجامعات وضرورة تطبيق القانون دون تهاون.
وأكد ضرورة تعزيز طاقات الشباب وتطوير مهاراتهم وتعزيز مبدأ المواطنة والانخراط في الأنشطة الاجتماعية وإدماج الشباب بالعمل التطوعي.
وبين أن الميل إلى العنف يكون في العادة بمرحلة ما قبل الجامعة ، داعيا الى العمل والسعي بمشاركة جميع الأطراف والجهات للحد منه وعدم انتقاله للجامعات.
من جانبه أشار رئيس الجامعة الأردنية الأسبق الدكتور خليف الطراونة إلى وجود دراسات وأبحاث عن العنف الجامعي منذ سبعينات القرن الماضي ، مستعرضا بعضها والتي تناولت معظم الجامعات الأردنية ، حيث وضعت بعض الحلول والمعالجات مشيرا إلى أن توصياتها لم تنفذ.
وقال إن من أهم أسباب العنف الجامعي هو عدم الانتقال السلس للطلبة من المدرسة الى الجامعة ، إضافة إلى وجود الفزعة الحمائية وغياب الأنشطة اللامنهجية في الجامعات مما يمنح الطلبة أوقات فراغ طويلة دون عمل مفيد أو مثمر.
كما أشار الى سياسة القبول في الجامعات واختلاف المعدلات وتدنيها في بعض التخصصات نتيجة أسباب واستثناءات خاصة يخلق فجوة علمية وأكاديمية بين الطلبة ، داعيا الى إعادة النظر في المناهج الجامعية والتأكيد على قيم الانتماء وآلية تعيين رؤساء الجامعات وان تأخذ المؤسسات الدينية والمجتمعية دورها في التوعية ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر.
بدوره قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين ان العنف الجامعي بين الشباب له أسباب ودوافع علينا ان نعترف بها حتى نتمكن من معالجتها والقضاء عليها ، خاصة وان الشباب هم الأكثر جرأة والأكثر تأثرا واستهدافا كشريحة استهلاكية.
وبين غياب لغة الحوار خاصة مع الشباب وذلك انطلاقا من الأسرة والسلطة الأبوية أحيانا والمجتمع.
وقال إن من الأسباب التي قد تؤدي إلى العنف الاستبعاد الاجتماعي للشباب والصراع الفكري بين الوضعي والديني وموضوع التكنولوجيا بجميع أشكالها وخاصية تقنية الصورة التي تؤدي إلى صراع داخلي بين الواقع والصورة ، ومحدودية المياه التي حدت من الزراعة والقضايا المرتبطة بها ، واضاف بأن البنية الصراعية متطلب سابق للعنف والتطرف؛
* العنف ابتداء هو قِلة الرفق كما ورد في معجم لسان العرب وبمعنى سلوكي مواز يمكننا القول هو الغِلظة في التفكير والسلوك العنيف المُعبر عنهما أداء تبادلي ظاهر بين إطراقه سواء أكان لفظيا او جسديا ، نفسيا ، و جنسيا او حتى تهديدا وإهمالا للآخرين أفراد ومؤسسات او ما اسميه "الاستبعاد الاجتماعي" ، والأخيرتان هما ما أعرفه تكثيفا بالعنف المُجتمعي لغايات الفهم والتحليل في هذا السياق التفكيكي للسلوكيات العنيفة عند الشباب.
وقال محادين لعل الجذر الأساس المحفز أو الكابح للسلوكيات العنيفة في يومياتنا هي بِنية واتجاه الثقافة الفكرية والاقتصادية والمطلبية التي يتمثلها شباينا / كأصحاب ثقافة فرعية لها خصائصها المميزة ، إضافة الى سيادة وعقلية "الفارس" الواجب انتصاره على غيره دائما ، هذه هي العقلية التي يتمثلها أعضاء المجتمع الاردني بتعدد مكوناته وانحدارات أبنائه التاريخية الراشحة من مضامين الصراع والتعلق بتعبيراته الحياتية " الثقافات الفرعية في المجتمع الأردني وتحت مظلة المواطنة بالمعنى الدستوري إذ أن الكثير من هذه السلوكيات العنيفة تاريخيا تنطبق عليها اركان الجريمة وفق القوانين المدنية حاليا ، فالعنف بكل مضامينه واستمرار ممارسته بصورة متبادلة الأثر مع البيئة الحاضنة " الثقافة الفرعية " انما هو متطلب سابق لارتكاب الجريمة في السلوك البشري أيّ كان موطنه
واكد رئيس جماعة عمان لحوارات المستقبل بلال التل على أهمية الجلسة لارتباطها بقطاع مهم في الوطن وهم الشباب، مشيرا الى أن هناك عوامل وقضايا قد فاقمت من هذه المشكلة وبالتالي لا بد من وجود حلول ومعالجات للحد منها والقضاء عليها.