فارس الحباشنة يكتب: أردنيو تركيا..
فارس الحباشنة
تلاحظون لم نسمع يوما خبرا عن اعتداء على اردنيين في مصر او اليونان او ايطاليا، او بريطانيا، او فرنسا، اوروسيا، او حتى امريكا.
من تركيا توالت اخبار عن اعتداءت عنصرية يتعرض اليها اردنيون.
و في تركيا، جالية اردنية كبيرة، وهناك اردنيون واهمون غادروا بحثا عن الامان في تركيا. .. ناشطون وسياسيون وتجار وحراكيون، وقيادات اسلامية، وموظفون كبار في مؤسسات الدولة متقاعدون، وصحفيون.
و السفر، ولنقول الهجرة الى تركيا اكتست في مرحلة ما بالغضب، والهروب من الاردن. و انا شخصيا عرض علي عشرات المرات ان اهاجر الى تركيا، ولكني رفضت. و عفوا، اذا ما فكرت يوما في البحث عن ملجأ في الخارج، فمن المستحيل ان يكون مقري ومستقري تركيا.
قبل ايام تابعت فيديو بثته صفحة سوشل ميديا تركية.
و يتحدث الفيديو عن انطباعات الاتراك في مدينة تركية حول السواح والزوار العرب. في حديث الاتراك الذين ظهروا في الفيديو يجمعون على كراهية العرب. و كما انهم وصفوا العرب السياح والزوار بالفاظ بذيئة ومقيتة، وعنصرية. و يتمنى الاتراك لولا المردود الاقتصادي من السياحة ان لا يروا عربيا في ديارهم. و هي حقيقة تاريخية عنصرية في العقلية التركية.
و في عالمنا العربي نتغاضى عن الاعتراف بها باسم الدين والاسلام، ووحدة المذهب السني.
و فيما لو تتابع الاعلام التركي الناطق بالتركية والانجليزية تسمع الويل الويل من خطاب عنصري يتفجر بالحقد والكراهية للعرب.
ملف اردنيي تركيا، لربما يصعب مواجهته رسميا، ولكن هناك ما يوجب تشغيل المجسات للتعامل معه بحذر بالغ الحساسية.
وفي تركيا، تعرفون ان الأردنيين ليسوا لاجئين ولا مهجرين من بلادهم. و رحلة وهجرة تركيا عادت بالخيبة لكلا شقي المهاجرين، من سافر وهاجر بحثا عن امان سياسي في تركيا، ولكي ينشط هناك ويوجه خطابه للرأي العام الاردني، وفي اطار التحريض.
و اغلب هؤلاء من جماعة الاخوان المسلمين وحراكيين، ومن انتجتهم السياسات الرمادية. و يقابلهم من هاجروا الى تركيا برؤوس اموال، واستثمروا وتاجروا في العقار التركي. و اليوم يعضون اصابعهم ندما وخوفا، وحسرة من شدة ازمة الاقتصاد التركي بفعل التضخم وارتفاع الاسعار، وانهيار سعر صرف العملة التركية مقابل الدولار واليورو.
واغلب هؤلاء مستثمري عقار من اردنيين يقيمون في دول الخليج.. وعفقوا مليارات الدولارات الى تركيا، واشتروا عقارات واراض.
و كانوا يسخرون ويستهزئون عندما يطلب منهم الاقامة في الاردن، وضخ اموالهم في الاقتصاد الاردني. و طبعا، انا لا اشكك في وطنية احد، ولكن الاردن ليس مطارا وليس شنطة سفر. وجدت نفسي، وانا اتابع اخبار اردنيي تركيا، لست قلقا وخائفا على تجار العقار والفلل والقواشين التركية.
و انما اردنيي الشتات، ومن هاجروا باحلامهم، وهاجروا هربا من خوف وطمعا في حرية ما. و الدولة الاردنية اليوم وغدا تملك التسامح والتصالح مع ابنائنا ومواطنيها في الداخل والخارج.
و ما احوجنا اليوم الى تسوية سياسية تنهي شتات اردنيي تركيا، وتعيدهم الى ديارهم. و اعرف اني قد اكتب، واني اتعذب واتألم لاحوال اردنيي تركيا والاخبار المقلقة الواردة عن تعرضهم الى اعتداءات عنصرية /و غيرها.
و قد لا يجد كلامي اذانا صاغية.. ولاني اكتب بفطرية من زاوية الخوف على الكرامة الاردنية اينما عثرنا على اردني، و لا اكثر ولا اقل.
ومن واجبي ان احذر واستبق انفجار الاحداث، وقبل ان تكبر قضية اردنيي تركيا. و من مسؤولية الدولة ترميم ازمة اردنيي تركيا قبل فوات الاوان.
وازمة اردنيي تركيا ليست خوفا ان يتحولوا الى كتلة سياسية حرجة وضاغطة ومحرضة في الخارج.
بل، انها وطنية وانسانية، ومن باب ووازع كرامة الاردني في بلده او اينما حل ورحل.