الموسم الكروي الجديد في عيون الجزائريين!
بداية الموسم الكروي الجديد كانت سعودية بامتياز بفضل تسارع وتيرة استقطاب النجوم الذي شهده دوري روشن، في وقت انحصر الحديث في أوروبا عن كيليان امبابي في مسلسل يصعب تصور نهايته رغم قرار إدارة البياسجي إعادة إدماجه في التشكيلة ومشاركته احتياطيا أمام تولوز في انتظار تحديد مصيره مع التمديد أو الرحيل الى الريال قبل الفاتح سبتمبر/ايلول، بينما خطفت انتخابات الاتحاد الجزائري الأضواء من تنقل رياض محرز الى الأهلي السعودي، ورامي بن سبعيني الى بوروسيا دورتموند، وإسلام سليماني الى نادي كوريتيبا البرازيلي، وصنع الدولي الجزائري يوسف بلايلي الحدث بعودته الى الدوري الجزائري من بوابة الفريق العاصمي مولودية الجزائر براتب سنوي قياسي فاق المليار سنتيم شهريا بالعملة الجزائرية، ما يعادل خمسين ألف يورو.
الترقب الذي يميّز انتخابات رئاسة الاتحاد الجزائري قبل ثلاثة أيام من غلق باب الترشيحات تصنع الحدث في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، وسط غموض كبير يكتنف العملية، خاصة بعد تمديد الآجال وبروز اسم الرئيس السابق محمد راوراوة كمرشح أبرز، قبل أن تميل الكفة لصالح وليد صادي أحد أبرز مساعديه لسنوات طويلة، والذي يبدو في أحسن رواق لخلافة المستقيل جهيد زفيزف، في ظل أخبار تتحدث عن تراجع كل من اللاعب الدولي مزيان إيغيل ورئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار عن الترشح، واعتذار محمد راوراوة عن العودة، مع التزامه بمرافقة المرشح وليد صادي لإعادة ترتيب البيت الكروي الجزائر وتجاوز كل المتاعب والصعوبات المالية والفنية والتنظيمية التي يتخبط فيها .
الأحد المقبل سيظهر الخيط الأبيض من الأسود عند غلق باب الترشيحات، ليغلق باب التكهنات والتخوفات، وتفتح أبواب متعددة، ويعود الحديث عن الكرة وما سيفعله يوسف بلايلي مع المولودية، والوجه الذي يظهر به وفاق سطيف بعد استحواذ شركة سونلغاز على غالبية أسهمه، لتظهر بوادر عودة أحد أعرق الأندية الجزائرية الذي تم تقديمه للإعلام بشكل استثنائي يوحي بتحولات عميقة، في وقت لاتزال عديد الأندية تتخبط في متاعب فنية ومادية وتنظيمية، ويعاني دوري المحترفين من اختلالات يصعب تجاوزها في ظرف وجيز دون إصلاح شامل تتكفل به السلطات العمومية، التي يبدو أنها حفظت الدرس من خياراتها غير الموفقة على مدى سنوات ماضية، خلفت تراكمات انعكست على مردود ونتائج المنتخب الأول وكل المنتخبات الوطنية الشبانية.
مشاعر الجزائريين انقسمت بداية هذا الموسم بين مرحب بانتقال محرز إلى الدوري السعودي بعد أن ضاق به الحال مع غوارديولا في السيتي، وبين متخوف من تراجع مستواه ومردوده مع المنتخب الجزائري عشية نهائيات كأس أمم افريقيا شهر يناير/كانون الثاني المقبل وتصفيات كأس العالم 2026، لكن ذلك لم يمنع تحول بوصلة العشاق نحو الدوري السعودي، وربما باتجاه الدوري البرازيلي الذي يشهد، لأول مرة في التاريخ، مشاركة لاعب دولي جزائري وهو إسلام سليماني، الذي رفع تحديا آخر يضاف إلى سلسلة تجاربه المتعددة مع عشرة نواد لعب لها في مشواره الكروي على مدى ستة عشر عاما، لعب فيها مع المنتخب الجزائري 93 مباراة على مدى عشر سنوات صار فيها الهداف التاريخي برصيد 41 هدفا.
الأنظار في الجزائر تتوجه نحو يوسف بلايلي وسط تساؤلات عن مدى قدرته على التأقلم مع الدوري المحلي، وتبقى معلقة نحو أوروبا، بحثا عن عصافير صغيرة واعدة تخلف رياض محرز وإسلام سليماني في دوريات لاتزال تستقطب الاهتمام مهما كان حجم الاستقطاب السعودي للنجوم.
حفيظ دراجي
إعلامي جزائري