"عين حسودة" تضرب العقبة حريق بعد حريق.. والأسباب قيد التحقيق !!

هبة الحاج 

 شهدت مدينة العقبة حرائق عديدة منذ بداية العام وتكررت في الآونة الأخيرة على مسامعنا كلمة حرائق المصانع حيث نتجت عنها خسائر مادية كبيرة، وتكرار هذه الحرائق بالشكل الذي جاء عليه، يؤشر الى أسباب عديدة، قد لا تكون هي التي تقدمها التحقيقات الأولية التي نسمعها حين وقوع هذه الحرائق.. ودائما يأتي التحفظ على أنه "تم تشكيل لجنة لمتابعة التحقيق"، الذي نادرا ما تعيه ذاكرتنا لتتابع ما اسفرت عنه هذه التحقيقات التي ربما قدمت الأسباب الحقيقية للحريق والتي قد تكون تختلف تماما عن تلك التي أُعلنت حين لم تكن نار الحريق قد بردت بعد، وفي الوقت الذي يبحث فيه الجميع عن السلامة الشخصية اولا، والقضاء على الحريق والحد من خسائره المتوقعة ثانيا.

من المؤكد أن هناك "عامل" مدان في حدوث الحريق، وعليه تقع التبعات.. وبالتالي فإن عليه أن يتحمل النتائج المترتبة على اشتعال هذا الحريق الذي تكون له دوافعه حين تأتي نتائج التحقيق لتؤكد انه مفتعل بيد فاعل مع سبق التخطيط والاعداد لاسباب يمكن الوصول اليه، في حين نستطيع أن نحدد اسبابه حين تأتي نتائج التحقيق لتقول أن سببه خلل في كفاءة أجهزة السلامة التي يفترض أنها متوفرة في هذه المنشآت الصناعية الكبيرة التي تقوم على رؤوس اموال كبيرة.. تعتبر الحرائق العدو الأول والأمثل لها في العديد من الحالات.

ربما كانت هناك أسباب غير تلك التي تبادرنا بها لجان التحقيق حول حرائق المصانع هذه، فالدعوة الى "التحقق جيدا من دوافع الحرائق المتكررة" ، تتضمن إشارة الى أنه قد تكون هناك دوافع خفية اخرى تكمن وراء "اشعال" هذه الحرائق، التي يساور الشك بانها اشتعلت لأسباب أخطاء فنية غالبا ما تعزوها الى تسرب كهربائي اشعل شرارة أدت الى ولادة النيران ومن ثم تزايدها في غياب عين مراقبة يفترض ان تكون ساهرة وحارسة لهذه المنشأة او تلك وبحيث تنتبه الى حدوث الحريق عند ولادته مباشرة وبالتالي تدارك اتساعه.. واتساع خسائره لتصل الى الملايين من الدنانير.

يجب على الجهات المعنية بالتعاون مع الامن العام إجراء دراسة تتناول حوادث الحرائق التي وقعت للمصانع حتى الان في منطقة العقبة، لتبيان منهجية هذه الحرائق وبالتالي الاستدلال على المسببات الفعلية التي تكون سببا في اندلاعها ومن ثم رصد هذه الاسباب وبالتالي عنونة الدوافع التي ربما كانت وراء اندلاعها، فليست دائما ادانة الكهرباء تكون سليمة، فقد تكون هناك حالات تقع الكهرباء ضحية دوافع خفية اخرى وراء اشعال الحرائق.