الصراع السياسي .. الصغير يبقى صغيراً امام ثوابت الوطن


في كل زمان ومكان يشهد العمل السياسي مفارقات ومقاربات تتجللى فيها مواقف الذين يحملون قناعات ومباديء وثوابت تخدم القضية التي يؤمنون بها ويقدمون من أجل ذلك كل ما يملكون من فكر ورؤى تهدف الى تحقيق أهداف عامة بعيدا عن النفعية والتكسب .
التاريخ ُيقر بأن مدارس ومناهج كثيرة خاض من خلالها رواد العمل السياسي نضالات أو محاولات لتحقيق رؤاهم في طبيعة إدارة شؤون مجتمعاتهم بالوسائل المتاحة.
ولطالما أن الأهداف لأي فعل سياسي المصلحة العليا للوطن والمجتمع بما تحمله من فكر وخطط وبرامج فهي تحمل معان صادقة ترقى للنبل والنوايا الطيبة.
فئة من المجتمع تقفز لتتصدر المشهد باسم كل العناوين المدعى بها لتحقيق مصالح ذاتية نفعية عبر بوابات العمل السياسي ومثل هؤلاء يمثلون
في الحقيقة تيار المراهقة السياسية والإدعاء ولعب دور المتمسك بالجملة السياسية وشعارات خشبية للتمويه والاستعراض لا أكثر في محاولة لإثبات الذات وركوب الموجة بلا أهداف عامة ولا فكر ولا قناعات وبلا ضمير.انهم السياسيون الصغار فكرا والمتصدرون لكل ما هو ذاتي ونفعي ولو كان ذلك على حساب الثوابت ومستقبل الأجيال.
هذا النموذج من مدعي الفهم السياسي وإدعاء القيم والطرح المدروس لأهداف غير صادقة بإسم الوطنيةوإدعاء المقدرة على حمل المسؤولية المجتمعية ولكنه في حقيقته أخطر الأعداء على أي مسيرة وطنية خاصة إن إحترف المتذاكين في هذا النموج على الإقناع بأكثر من وسيلة قادرة على تمرير أهدافهم الذاتية بهذة الوسائل الرخيصة.
إتفقنا أو اختلفنا مع الأيدولوجيات او مع الأفكار التي تطرح دائما تكون مقبوله حتى في نتائجها المرجوة طالما أنها تسير ضمن النهج الديمقراطي السلمي بكل وسائله وأدواته.
في كل هذه المراحل تظهر الفئة التي تسعى للقفز في العمل السياسي خاصة في الأجواء الديمقراطية لتصل الى مواقع صناعة القرار لتخدم مصالحها المتعددة الشخصية او الاستثمارية أو لتمرير أجندات مشبوهه ولو كان ذلك يضر في مصالح الناس في المجتمع وبالنتيجة على حساب المصالح العليا للوطن .
إن مثل هؤلاء وحينما يحصلون على أول فرصة لإختراق صفوف العمل السياسي يبدؤون بالمزايدة والتناحر مع أصحاب المواقف المبدئية وفهمهم المعمق لثوابت العمل السياسي. ولا يتردد السياسيون الصغار بالتناحر والصراع فيما بينهم من أجل ذات الأهداف اللاوطنية.
فهؤلاء يمتازون بالصوت المرتفع والإحتراف بالإدعاء مستثمرين المنابر التي اغتصبوها بوسائلهم المختلفة لذر الرماد في العيون لإستمرار حالة التكسب والوصولية كأهداف أسمى.
وبرغم كل هذا وبوعي الناس ستكشف ألاعيبهم لجهة المصلحة العامة التي يجسدها أصحاب الفكر الحقيقي والرؤيا الصادقة في خدمة الوطن والمجتمع.
فيبقى امثال هؤلاء صغارا في العمل السياسي سرعان ما تنتهي مرحلتهم لأن الصغير يبقى صغيرا أمام المصالح العليا وثوابت الوطن ليبقى الوطن دائما أكبر من الجميع.
محمد هشام البوريني