الالتزام بالقانون وتعزيز الحياة السياسية واحترام الآخر ..
عمر ضمرة
في أي مجتمع مدني وديمقراطي، تلعب القوانين واللوائح دورًا أساسيًا في تنظيم الحياة اليومية وضمان استقرار المجتمع،إذ يعكس الالتزام بالقانون واحترام الآخرين قيمًا أساسية في بناء مجتمع مزدهر وديمقراطي. وسنتطرق في هذه السطور إلى أهمية هذه القيم ودورها في تعزيز الحياة السياسية والاجتماعية.
يعتبر الالتزام بالقانون أساس استقرار المجتمع وحماية حقوق الأفراد والجماعات، وذلك لأن القانون يضمن تنظيم العلاقات بين الأفراد وتحديد السلوك المقبول والمرفوض، ومن خلال الالتزام بالقانون، يتمكن المجتمع من الحفاظ على النظام والأمان.
كما يشمل الالتزام بالقانون أيضًا مساواة الجميع أمام القانون،دون تحيز أو محاباة لطائفة أو مذهب أو عرق أو عشيرة ، ،حيث يجب أن يتم معاملة جميع الأفراد بالمساواة دون تمييز،وهذا ما يعزز مفهوم العدالة والمساواة في المجتمع، ويعزز من الشعور بالمواطنة ويكرس مفهوم الإنتماء الوطني.
ان المشاركة في الحياة السياسية هي عنصر أساسي للديمقراطية وتطوير المجتمعات، وتعتبر الثقة بين الناخب والجهة المشرفة على إدارة العملية الإنتخابية" الهيئة المستقلة للإنتخابات "، عامل أساسي ورافعة حقيقية لتحقيق نزاهة العملية الإنتخابية،فعندما يشعر الأفراد بأن أصواتهم مسموعة وأنهم يمكنهم المشاركة في اتخاذ القرارات السياسية، يزيد ذلك من مستوى الالتزام بالقانون ويشكل لهم دافعًا حقيقيًا للمشاركة الإيجابية في الحياة العامة.
ولا تقتصر المشاركة السياسية على التصويت في الانتخابات، بل تتعداها إلى المشاركة في الحوارات العامة، والعمل في المؤسسات الحكومية والمنظمات الاجتماعية، فمن خلال هذه المشاركة، يمكن للمجتمعات تحقيق التغيير والتطور بشكل أفضل.
كما ان احترام الآخر هو قيمة أساسية في تعزيز التفاهم والتعايش السلمي بين الأفراد والثقافات المتنوعة، فيجب على الأفراد أن يحترموا حقوق الآخرين والاختلافات الثقافية والدينية، فلا يمكن تحقيق التطور السياسي والإرتقاء بالحياة الحزبية والمشاركة السياسية دون الإيمان المطلق بحق الآخرين بالتعبير عن آرائهم وإحترامها ، إذ أن الاحترام يساهم في بناء جسور التواصل وفهم وجهات نظر الآخرين، ومن خلال الحوار المفتوح واحترام الآخر، يمكن للمجتمعات حل النزاعات بشكل سلمي وبناء علاقات قوية والوصول إلى مقاربات جوهرية في القضايا المختلف عليها.