من منّا لم يسمع يوما ببطولات أسد الريف، المجاهد المغربي عبد الكريم الخطّابي الذي دحر الإسبان في يوم مشهود من سنة 1921 سمّي بمعركة "أنوال"، فسارت بأخبار بطولاته الركبان وأضحت خططه تدرّس في أعتى الكليات الحربية.

    فاليوم، كان المغرب مسحتضرا لفصول هذه الملاحم الخالدة حين شيّع جنازة كريمة عبد الكريم الخطابي، عائشة، ذات 81 سنة التي انتقلت إلى عفو الله أمس إثر مرض عضال. وقد حضر مراسيم التشييع الأمير مولاي رشيد، شقيق الملك محمد السادس.

   ويعكس هذا الحضور الأميري العناية الملكية التي تحظى بها عائلة المقاومة المنتشرة في ربوع المغرب دون ميز أو إقصاء.  كما أن حضوره يقطع الطريق أمام التأويلات المغرضة التي لطالما نسبت إلى منطقة الريف ما لا تطيقه من ادعاءات التمرّد والعصيان. ناهيك عن أن الملك محبّ فعلا لهذه المنطقة ودائم الحضور بها والمشاريع التنموية التي خصّها بها شاهد على ذلك.