ما بعد ادخال المساعدات هو الاخطر على المقاومة ونضال الشعب الفلسطيني

وصفي المحادين 
ما قبل 7 اكتوبر 2023 يختلف عما بعد ولعل ابرز تلك التغيرات هو كسر اسطورة الجيش الذي لا يقهر حيث اصابة المقاومة الفلسطينية حماس الكيان الهلامي بمقتله لتبدد تلك الاسطورة التي عاشت في اذهان دول العالم وشعوبها لعقود طويلة 

العملية النوعية من حيث التخطيط والسرعة والدقة والتوقيت لعملية (( طوفان الاقصى )) جعلت العالم كله بما فيها القوى العظمى تقف مندهشتاً امام اكبر معركة قام بها قلة قلية من الرجال على اقوى واعتى جيش يدعي انه لا يقهر اعتقاداً وايماناً منه أنه يملك اقوى ترسانة عسكرية من طائرات ودبابات وددفعات جوية وقبة حديدية .... الخ من المعدات التي لا تتوفر بمنطقة الشرق الاوسط غير الدعم الامريكي لها 

المقاومة الفلسطينية صفعة الولايات المتحدة الامريكية قبل ان تصفع الكيان الهلامي وقدمت للعالم انموذجاً لم يدرس في الكليات العسكرية ولا حتى في جامعة ساندهيرس الامريكية 

الخبراء العسكريين يدركون تماما ان ما قامت به المقاومة سابقة عسكرية بأمتياز لو كان هناك تقييم لها سيكون  +++A 

دخول غلاف غزة ليس بالأمر السهل ومن وجهة نظر اسرائيل اي محاولة دخول لا تتعدى اضغاث احلام فمن كان يتصور ان حاجزاً امنياً كلف المليار دولار يعمل على مسافة 2 كيلو متر من الاقتراب اليه يمكن اختراقه ومن كان يعتقد ان طائرات مسيره وطائرات شرعية من الممكن ان تحلق في سماء غلاف غزه وان تقصف مواقع للعدو ومن كان يتخيل اسر جنود اسرائليين ومن ومن ومن الى آخر ما شاهدناه من بطولات قدمتها المقاومة الفلسطينية 

نعم يا سادة لا يمكن ان يكون 7 اكتوبر مثل ما قبله فلم يشهد التاريخ تواجد للجيش الامريكي وبوارجه البحرية في اقليم الشرق الاوسط الا في غزو دولة العراق وها هو السيناريو يتكرر مرة اخرى لتصطف دول عظمى مثل بريطانيا والمانيا وفرنسا بجيوشها وترسانتها العسكرية امام قطاع محاصر براً وبحراً وجواً  منذ اكثر من عقدين ليشهد التاريخ ان عضمة وقوة المقاومة اكبر من جيوش جراره الذي لا يتجاوز عدد مقاتليه 5000 مقاتل يدافعون عن ارضهم المحتلة التي اغتصبها الكيان الهلامي واستباح الارض والعرض وهجر اهلها منذ 75 عاماً

انتصار يتلوه انتصار تحققه المقاومة الفلسطينية بالرغم من محاولا شيطنتها وتصنيفها منظمة ارهابية من قبل الدول الداعمة لاسرائيل اذا ما علمنا ان الدول الاوروبية هي من هجرتهم من اراضيها ليصنعوا لهم وطناً بديلاً في فلسطين وهم من قاموا باحراقهم للتخلص منهم وها هم الآن يتصنعون خوفهم وحبهم خوفاً من عودة الاسرائليين الى مواطنهم الاصلية في ابقاع الكرة الارضية حيث امر الله اسكنوا الارض

لا اشكك بجهود الدول العربية بالوقوف الى جانب اهلنا في فلسطين المحتلة بعد ان تغطرس العدو بمنع الماء والكهرباء والطعام والمساعدات الطبية بالدخول الى قطاع غزة وسط هجوم وقصف همجي ليشبع غريزته الحيوانية ويتلذذ بقتل الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها انتقاماً لما جردته منه المقاومة التي كشفت عورته وفضحته امام العالم حتى تعود القضية الفلسطينية تتصدر الرأي العام وحق الفلسطينين باقامة دولتهم على ارض فلسطين وعاصمتها القدس بعد ان غابت القضية والمطالبات للاسف عن طاولة الحوار وتبدأ علاقات التطبيع من بعض الدول التي كانت تدعم وتساند القضية الفلسطينية 

كان لا بد للمقاومة ان تتحرك لعل هناك من يستيقظ من سباته ويتذكر ان هناك بلاداً محتله وشعباً مضطهد ينكل به   وتسعى اسرائيل الى تهجير من تبقى منه وصولاً الى مخططها باسرائيل الكبرى من النهر الى البحر 

ما قامت به المقاومة شرف وعز اعاد للامة العربية والاسلامية  كرامتها وهذا ما لا تريده اسرائيل لذلك سعت الى تهجير اهل غزة الى سيناء قابله الرد العربي بالرفض المطلق بل بالضغط على ادخال المساعدات الانسانية والتوقف عن سياسة العقاب الجماعي والتوقف عن حرب الابادة ليشكل صدمة ثانية لهم بالموقف العربي الموحد بعد أن ظنوا أن الدول العربية ستقف مكتوفة الايدي وتكتفي بالمشاهدة فقط .

ولأننا اعتدنا على سيناريوهات العدو الاسرائيلي من مراوغة وكذب وتضليل للرأي العام فأنني لا اثق بقتلة الانبياء وبخائن للمواثيق والمعاهدات الدولية الذي يحاول كسب معركة التهجير للتخلص من المقاومة ومن سكان اهل غزة وضمها لمستوطنتها في غلاف غزة بعد ان طالب سكان شمال غزة بترك مساكنهم والتوجه الى منطقة جنوب غزة بعد قصف دام اسبوعين استشهد اكثر من 2000 شهيد واصابة ما يقارب 3000 شخص ليستهدف فيما بعد قوافل ممن استجابوا لهيمنة العدو خوفا" على حياتهم ومن ثم ليعود ويطلب افراغ المستشفيات التي تعج بالمئات من المرضى بعد ان قطع عنها كافة اشكال المساعدات الطبية والتيار الكهربائي وقصف واستهداف للطواقم الطبية وسيارات الاسعاف 

من يقدم على مثل هذه الافعال والجرائم لا يمكن الثقة به ولا يمكن ان يتنازل عن اهدافه ومخطاطته لذلك كل ما اخشاه أن موافقة الكيان الصهيوني على ادخال المساعدات الانسانية لجنوب غزه هو استدراج لسكان الشمال لمغادرة المنطقة بحثا" عن المساعدات وسوف تقوم بقصف كل من يعود وسوف تتبع سياسة الارض المحروقة بعد افراغ شمال غزة من سكانها ليبدأ القصف برا" وبحرا" وجوا" على المنطقة الجنوبية حتى تتأكد تم دفن المقاومة تحت الارض احياء وتمنع العودة اليها وبذلك تكون قد احتلت غزة وقسمة القطاع وتعود لسياسة التجويع والتعذيب كلما ارادت التوسع حتى يغادر اهل غزة الى سيناء رغما" عنهم 

لذلك اقول ان ما بعد 7 اكتوبر ليس كما قبل علينا ان لا نضحي بما قدمته المقاومة من انجاز يسطر بل الحفاظ عليه وتفشيل اي مخطط اسرائيلي نحو شرق اوسط جديد ولا اشك ان القادة العرب يدركون ويعلمون المخطط الاسرائيلي القادم فلا اظن ان مثل هذه اللعبة ستمر عليهم والمطلوب من اهل غزة الصمود فالنصر قادم لا محالة فما النصر الا صبر ساعة