اعنف ليلة تمر على غزة ..

الليلة الماضية وصفت بأنها الأعنف والأكثر رعبا، إذ تواصل طائرات الاحتلال الحربية بإلقاء عشرات الصواريخ والقنابل على المنازل فوق رؤوس أهلها وساكنيها دون انقطاع، ما أسفر عن 25 مجزرة، واستشهاد ما يزيد عن 400 فلسطيني، في ليلة أقرب إلى أن توصف بليلة "الرعب" والليلة الدموية.

الاحتلال دك منازل فلسطينيي القطاع بشكل مباشر دون تحذير وليس بغريب على وحشيته، في ظل انسلاخه عن الإنسانية والمواثيق والمعاهدات الدولية.

الاحتلال لم يكتف بطائراته الحربية، بل تزامن ذلك مع مدفعية الاحتلال المتمركزة على المناطق القريبة من الجدار الشرقي الفاصل لقطاع غزة، ما يطلق عليه "الحزام الناري" خاصة في المنطقة الشمالية الشرقية للقطاع، بإطلاق عدة صواريخ وقذائف في استهداف مباشر للبنية التحتية والمنازل ودور العبادة.

وزارة الصحة الفلسطينية، أكدت أن مجازر الاحتلال دمرت أحياء سكنية بشكل كامل ومسحتها عن خارطة قطاع غزة، في مشهد مؤلم وزيد من وطأة الحرب الوحشية.

وأشارت إلى أن مناطق مأهولة للسكان تحولت ركاما، و شطبت عائلات بشكل كامل من السجل المدني في عدد من مدن ومخيمات القطاع.

لا تزال الطواقم الطبية والدفاع المدني تقوم بعملها على أكمل وجه، وسط الصواريخ التي بدأت تعرف طريق القطاع الحزين منتشلة مئات الشهداء والجرحى، على وقع الصدمة التي باتت تسيطر على المشهد.

وليس هذا فحسب، بل هناك المئات بين شهيد وجريح ما زالوا تحت أنقاض البيوت المدمرة بفعل بطش آلة الحرب القاسية، في ظل ظروف صعبة، يصعب حصرها.

الاحتلال لا يزال يتعمد استهداف الأحياء السكنية في قطاع غزة ما يؤدي إلى ارتقاء أعداد كبيرة في آن واحد، ولم تعد المستشفيات تتسع للجرحى، واتسعت كذلك ثلاجات الموتى فضلا عن الاستهداف المباشر للنظام الصحي.

وما يزيد العبء على المستشفيات، وجود مئات الأسر التي لجأت إلى المستشفيات كملاذ آمن لهم ولأطفالهم، إلا أنها لا تزال تبحث عن بصيص أمل أمام تحذيرات متتابعة من الاحتلال لقصف قد يطال المستشفيات التي عبثت بها سياسة غدر بائسة .

وكان طيران الاحتلال الحربي قصف، الليلة، محيط مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة، وكذلك محيط مستشفى القدس غرب غزة.