استهداف الأردن قيادة وحكومة وجيشاً وأجهزة أمنية
زهير العزه
في كل مرحلة ارتجاجية او هزة أمنية تمر بها المنطقة خاصة على صعيد قضية فلسطين، وما تعنيه للاردن قيادة وحكومة وشعبا ، يتحرك الظلاميون أصحاب الاجندات الشيطانية التخريبية ومن خلال "فقسة زر" يضغط عليها مشغلهم لتشويه صورة الجهد الاردني المبذول لدعم الاخوة في فلسطين بكل المجالات .
خطاب الملك عبد الله الثاني في مؤتمر السلام الذي عقد بالقاهرة قبل أيام كان يعبر ويتقاطع مع كل ما يريده الفلسطيني والاردني والعربي وكل أحرارالعالم الذين يدينون هذه الوحشية الصهيونية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة ، فصوب على الكيان الصهيوني رافضا بشدة أية محاولات لتهجير الفلسطينين من أرضهم الى مصراو الى الاردن ،معتبرا ما يقوم به جريمة حرب ومحذرا بشكل صريح عن أن ما تقوم به دولة الكيان هو إبادة جماعية، وعمل لا إنساني، مطالبا العالم بإدانة هذا الاجرام الصهيوني الواضح ، كما عبر لكل قادة العالم الذين أجرى اتصالات معهم او التقاهم خلال زياراته الى بعض الدول الفاعلة، وإستقباله أيضا لرؤساء دول ممن وقفوا ويقفون مع الكيان ، بإن ترك هذا العدو يمارس أفظع الجرائم بحق الاطفال والنساء والمسنين وكذلك محاولة نزع الانسانية عن الجانب الفلسطيني والعقاب الجماعي تحت ذريعة أن الكيان يدافع عن نفسه ، والاستمرار بتشغيل آلة القتل ، فأن الحرب الشاملة في المنطقة ستكون ثمنا لهذا الاستمرار في العدوان وهذا الانحياز الغربي للكيان .
إن استهداف الاردن الان وفي ظل هذه الاوقات العصيبة التي يمارس فيها العدو عملية ابادة جماعية ، وما يقوم به الاردن على كافة الصعد لدعم الاخوة في فلسطين بالحراك الدبلوماسي الخارجي، يقابله حراك داخلي تقوم به الحكومة ، وخاصة على صعيد وقف هذا العدوان الاجرامي على غزة ورفع الحصار الخانق ، وادخال المساعدات الطبية والغذائية ودعم المؤسسات التي ما زالت تعمل على الارض ، يؤشر الى مدى ضيق العدو ومن يقف خلفه والعاملين معه على تقويم الاجندة المعادية للاردن من خلال تشغيل " كبسة الزر او فقستها " كما يقال ، وبالتالي هم شنوا ويشنون هذه الحملات الظلامية لتشويه صورة الاردن وقيادته،
وكجزء هام من هذه الحملات شهدنا خلال الايام الماضية حجم الحملة التي تعرض لها الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله خاصة من وسائل الاعلام الصهيونية او تلك الغربية المدعومة من الحركة الصهيونية العالمية .
بين "فقسة الزر" المدروسة والمحسوبة لتحريك الشارع وبث الفتنه أو رمي الشائعات بالجملة ضد الجيش والاجهزة الامنية ، وبين المطالبين "بالضغط على الزناد " وفتح الحدود من غير معرفة للتوابع التي من الممكن ان تلحق بالوطن كانت هناك علامتان فارقتان :
الاولى ، في حالة بث الفتن والشائعات المدروسة الموجهة كان الواضح أن هناك توجيه للعبث بالوطن وضرب وحدته الداخلية وزرع اسفين بين القيادة وبين الشعب ، ومنها الحملات التي طالت رئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونة ورئيس هيئة الاركان وقادة الاجهزة الامنية .
الثانية ، أن من يطالب بالضغط على الزناد تصرف ويتصرف بشكل عاطفي على قاعدة ارتباط الاردني بالقضية الفلسطينية من ناحية ومن ناحية أخرى هو هذا الاجرام البشع الهمجي الذي تمارسه دولة الكيان بحق ابناء فلسطين وبحق أبناء قطاع غزة الان، وبالتالي هو لم ولن يفرق بين ضرورات الدولة وخيارات الشعب ، التي تتطلب من الدولة حماية الوطن وعدم زجه بشكل عاطفي في أتون أية معركة دون دراسة ودون استعداد ، فكيف والعالم الغربي الان هو من يواجه أهل غزة والامة بنظامها الرسمي العربي لا يملك موقفا موحدا ، لذلك لابد من تفهم موقفه من جانب أجهزة الدولة ،ومن جانب القوى والاحزاب والنقابات عليها ان تدعو الجميع انه لا يجوز بأي حال من الاحوال الاستقواء على الدولة ونشر الفوضى ، فدعم فلسطين وغزة لا يأتي من خلال الفوضى ونشر الفتن بل من خلال حماية الاردنيين بتعزيز انتمائهم إلى الوطن، والوقوف في وجه اية مؤامرات وخاصة تلك المشاريع التقسيمية التي ممكن ان تشل الوطن وتوقف حركته ، وبالتالي ستفقد فلسطين سندا اساسيا لها في هذا العالم الظالم .
ان حملات التخوين وموجات التحليلات الفارغة التي تغرق بعض مواقع التواصل التي تحاول ان تضيع الناس في المساحات الشاسعة التي تحتلها عبر هواء وسائل الاعلام، لا يجب ان تشغلنا عن رفضنا وادانتنا للمأساة التي يعيشها أبناء شعبنا العربي الفلسطيني في غزة ،ولا يجب ان تحتل مساحة تجعلنا نشكك في قيادتنا الاردنية العربية الهاشمية ،ولا برئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز صاحب النسل العربي الاصيل ، ولا برئيس الحكومة الدكتور بشرالخصاونة صاحب الارث القومي العروبي الاردني ووزرائه، ولا بجيشنا المصطفوي الهاشمي العربي الاردني ولا برئيس هيئة الاركان اللواء يوسف الحنيطي ، ولا بقيادات اجهزتنا الامنية المخابرات والامن العام والدرك والدفاع المدني ، فهؤلاء من زرع الوطن الاخلص لامته ولقضاياها ، ولا يمكن للتخاذل او الخيانة ان تلامس الارض التي يدوسون عليها ولا الهواء الذي يتنفسونه ، لذلك علينا جميعا أن نتنبه لما يحيكه أصحاب الاجندات الظلامية للاردن والاردنيين ،وتحويل جهدهم من الاهتمام بقضية المأساة والعدوان على أهلنا في غزة، الى تموضعنا داخليا من خلال تحويل الانظار والجهود الى قضية الهاجس الأمني في الداخل .... يتبع