نعتذر عن قساوة المشهد ... بقلم / سوزان ابو بكر

نعتذر عن قساوة المشهد ...
نعم يا سادة .. نعتذر عن قساوة المشهد
قساوة سبعة وعشرين يوما من حرب طاحنة في غزة، ذهب ضحيتها الالاف والالاف
هل يجب ان نعتذر عن قساوة ما نرى كل يوم، أم نعتذر عن ضعفنا وتهاوننا واندحارنا
هل نعتذر ألف ألف مرة لرؤيتهم يقتلون ويغتالون بشظايا مسعور ٍ تقاعست كل السبل لإيقافه
أم نعتذر عن خذلاننا لهم وموت ضميرنا وتبلد احساسنا وانتحار كرامتنا وفقدان عزتنا
هل نعتذر عن خوفنا وجبننا وهواننا ..؟؟

كل يومٍ يمضي في هذه الحرب، ستبقى شاهدة في محاكم التاريخ، أن دموع الرجولة في غزة تحجرت في مقل أعينهم التي هزمتها قلة حيلتهم وعزتهم .. وستبقى شاهدة عن عجزنا وعجزهم أمام طفولة أبنائهم، سوف تبقى شاهدة على أن أشلائهم التي دفعت ضريبة عروبتنا وعزتنا وكرامتنا وحتى شرفنا ..

في غزة .. لا مستقبل تنتظره الأجيال، ولا بيوت تضيء أنوارها، ولا وجود لشوارع ترصف ولا لآمال تبنى....
في غزة .. يسود إحباط لم يكن بهذا القدر حتى في أسوأ لحظات الحروب 
في غزة .. يطغى الحزن والألم، وسيسجل التاريخ أنها تموت ببطئ أمام انظار الجميع ...
وما زالت أولى كلماتنا .. نعتذر عن قساوة المشهد