غزة العزة والصمود في وجه آلة القتل الإسرائيلي ..
إعداد: سليم النجار- وداد أبوشنب
" مقدِّمة"
مفردة "السؤال" وحدها تحيل إلى الحرية المطلقة في تقليب الأفكار على وجوهها، ربّما هدمها من الأساس والبناء على أنقاضها، كما أنَّها من أسس مواجهة المجازر وحرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزّة والضّفّة، من قِبَل الاحتلال الاسرائيلي٠
في هذا الملف نلتقي بعدد من الكُتّاب العرب الذين يُقدِّمون لنا رؤاهم حول ماذا يحدث في غزّة؟
وما يستدعي الدرس والتمحيص والنقاش والجدال والنقد، لأنّ الأشياء تحيا بالدرس وإعادة الفهم، وتموت بالحفظ والتلقين٠
الروائية جميلة عمايرة من الأردن تكتب لنا من زاويته "ماذا يحدث غزة"؟
غزة العزة والصمود
جميلة عمايرة/الأردن
هذه ليست هي المرة الأولى التي تقف فيها غزة -العزة والصمود- في وجه آلة القتل الصهيونية. والتي تمارسها جهارا نهارا أمام مرأى العالم المتحضر وسمعه وبصره.
لطالما كانت غزة وستبقى حرة منيعة، كل أوطاننا محتلة بطريقة أو بأخرى. فلسطين كلها محتلة ما عدا غزة. غزة التي هزمت آلة القتل الصهيونية رغم الدم النازف في غزة كلها. شمالها وجنوبها، شرقها وغربها.
غزة تقف كالجبال الراسخات أمام فعل الإبادة الصهيوني، الذي يستهدف الأطفال "أين جماعة حقوق الطفل"؟ أم أن الطفل الفلسطيني ليس مهما ولم يكن من ضمن الطفولة والأطفال؟ والنساء والبيوت والهواء والمخبز والمشفى والمدرسة والحديقة، آلة القتل التي تريد أن تدمر وتمحو كلّ شيء له علاقة بغزة.
لا مكان آمن في غزة حتى المقبرة.
هذه غزة العزة والصمود، غزة التي ظهر الجميع أمام وجهها الجميل، أمام صمودها وثباتها ودمها النازف، ظهر الجميع أمام هذا كله عراة يستجدون العالم بعين واحدة يتوسلون برجاء وقف آلة القتل الصهيونية بلا جدوى. هذا العالم الذي لا يؤمن سوى بالقوة.
غزة اليوم توزع الكرامة كرامتنا التي فقدت تعيدها لنا كي نحس بها وبطعمها، غزة تسطر آيات البطولة والصبر والرفعة والإيمان بحتمية الانتصار.
"نحن لا نريد منكم شيئا، لا نريد نقودا لأننا نملك عزة النفس. لا نريد الأغطية أو الملابس لأننا ارتدينا ثياب الكرامة. لا نريد منكم سلاحا لأننا تسلحنا بالثقة والإيمان بالله وبعدالة قضيتنا، لا نريد منكم شيئا. تصرخ امرأة فلسطينية في غزة العزة والصمود أمام الكاميرا وهي تودع أسرتها التي استشهدت في قصف آلة القتل الصهيونية.
غزة الدم النازف وبعد نحو شهر أمام صمودها بوجه حرب الإبادة الصهيونية التي أوقعت أكثر من عشرة آلاف شهيد لن تنسى ولن تغفر للقتلة، قتلة الأطفال والمساجد والنساء والحجر لم تهن ولن تستسلم، غزة الرفعة والمنعة والشهادة، غزة صديقي وزميلي الكاتب ناصر رباح الذي يقاوم في غزة ورزق مزنن المناضل في الشام وفلسطين لن تهزم "إنهم فتية آمنوا بالله وبرسوله وبعدالة قضيتهم ". إنها غزة يا قوم.