وصلة عشق
د.حسان ابوعرقوب- سألني أحد الأصدقاء عن رسالة يودّ أن يبعثها لزوجته، فاعتذرت له؛ لأنني لست أديبا أو ناقدا، لكنني وعدته بنشرها كما هي، كما وعدته بأن أوصل إليه كل تعليق عليها، فوافق وسرّ بالفكرة، وإليكم النص:
أفهم صمتَكِ، وأفهم حالك من صمتِكِ أكثر ممّا تصفه الكلمات: فلا داعي لتتكلمي وتعبّري، فالصمت أفضل عنوان.
حبال الحب تطوّق رقاب المحبين، فيكون بالعشق الإعدام.
أخاف على من أحب أن يموت غرقا في بحر الهوى، أخشى عليه من لهيب العشق الحارقة، خوفي عليه يمنعني من مزيد الحبّ والهوى؛ لأن الزيادة لا تعني إلا اقتراب النهاية.
نختلف ونبتعد، ومع ذلك سأظل أحبه على كل ما فيه؛ لأنني لا أراه إلا جميلا بلا عيوب، فعيون الحب جميلة، ولا ترى إلا كلّ جميل.
هل يبرد الحب أو تنطفئ ناره؟ هل اللقاء يروي ظمأ العشاق أو يتقتل شوقهم، أليس للبعد حسناته؟ حيث يصنع أسطورة من حبيبين تتغنى الأجيال بأسمائهما.
إذا فتحت عيناي ورأيت حبيبي أمامي، ما أول كلمة سأقولها له؟ ربما كان الصمت والسكون سيد الموقف، وليس السادة دائما على حقّ.
إذا جلست بجواره فلا أجلس بجوار جسد.. بل بجوار سنوات من الذكريات والأشواق والآمال والآلام، عندما أسمع صوته أسمع لتاريخ يحكي الحب والعشق فما أجمل صوته! يظن نفسه بعيدا وهو عني لا يغيب.
أعترف أنني يا حبيبي في شوق للقياك ورؤياك، هذه اعترافاتي فاصنع بي ما تشاء، أنا أحبك بصدق وطهارة، ومحراب الحب لا يقف فيه إلا المتطهرون، الحبّ طهارة المحبين، يغسل الإنسان من أدران النفس وشهواتها.
أحب كل ما في حبيبي من جنون وفنون وغضب، أحبه بعقلي وقلبي بلا حدود فاصلة، أحب ثورته وغيرته، أحبه لأنني هو؛ ولأنه أنا.