فيروسا داعش والطائفية

رشيد حسن - إلى جانب الكيان الصهيوني الغاصب, غرست واشنطن ونشرت اخطر فيروسين في المنطقة العربية, ونعني فيروسي داعش والطائفية, والملاحظ  قبل أن نبدأ باضاءة آثار  ونتائج وتداعيات وجود هذين الوباءين الخطيرين,  فنشير  باقتضاب شديد, أن العدو الصهيوني هو من دعم ويدعم وجود هذين الوباءين, لا بل أن وجوده اللاشرعي, مرهون إلى حد ما بوجود العوامل التي تسهم في تمزيق جسد الأمة,  ومن يقرأ يوميات ابن غوريون, مؤسس الكيان الصهيوني الغاصب, يجد أن هذا الكيان اعتمد على استراتجية خلق دول طائفية في العالم العربي, كوسيلة من أنجع الوسائل لتفتيت الدول العربية.
فابن غوريون هذا كان قد دعا إلى خلق دولة طائفية جنوب نهر الليطاني, وقد تم ترجمة هذه الدعوة في سبعينيات القرن الماضي  اقامة دويلة سعد حداد, كذراع للعدو ورافعة لارتكاب جرائمه الفاشية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني, فشوه وجه لبنان,  وأساء الى مسيحييه, وعمق الفجوة بين الطائفة المسلمة والطائفة المسيحية.
وعود على بدء, فلقد اعتمدت واشنطن في نشر وترسيخ استراتيجيتها القائمة على بث الفوضى الهدامة في العالم العربي, على إقامة دول طائفية, متناحرة, متصارعة, وأطلقت (السي.اي.ايه) فيروس داعش للمساهمة في تحقيق هذه الغاية, وعلاوة على أن داعش وما لف لفها من الخوارج الإرهابيين, خطفت الاسلام السمح, المعتدل, ونشرت الرعب والقتل على الهوية , وذبح الأبرياء,  فاساءت إلى اخواننا  المسيحيين, وفق خطة مدروسة لتعميق فجوة عدم الثقة بين المسيحيين والمسلمين, وتشجيع نهج خلق دول  طائفية في المنطقة.
ان من يدقق فيما آلت إليه الأوضاع في العالم العربي, يلمس مدى التوتر بين الطوائف في لبنان, وإصرار رموز هذه الطوائف  أن تبقى متمسكة بزمام الامور.
السياسة الاميركية, أو  بالاحرى الفوضى الهدامة التي نشرتها واشنطن, شرخت المجتمع المصري أفقيا وعموما, وكانت وراء المذابح القذرة التي تعرض لها اخواننا المسيحيون,  على يد وحوش داعش , ووراء زلزال التعايش السلمي بين الطوائف, وتدمير النسيج الاجتماعي للشعب المصري الشقيق.
وليس  سرا ان الإرهاب القذر,  الذي يضرب سيناء ليس ببعيد عن التخطيط  الاميركي والدعم الصهيوني لاستزاف مصر و جيشها  ومقدراتها, وتدمير مكانتها ودورها في العالم العربي.
وفي تقديرنا ان مؤامرة سد النهضة في اثيوبيا هي استمرار للمخطط الاميركي-الصهيوني لتدمير مصر كما دمروا العراق وسوريا وليبيا واليمن.
ومثال آخر.. ان انفصال جنوب السودان  هو تجسيد لما أشرنا إليه وتجسيد للمخطط الاميركي-الصهيوني في تفتيت دول العالم العربي, وخلق دويلات مثصارعة,  وهو ما يفسر الدعم الاميركي-الصهيوني لدولة البارزاني (كردستان) في شمال العراق.
ان استعراضا سريعا للأوضاع المتردية في العراق الشقيق, يؤكد أن النظام الطائفي الذي شرعه دستور بريمر الصهيوني الذي حكم بغداد بعد الاحتلال الاميركي,  ويشدد قبضته على عنق ارض الرافدين, هو السبب الرئيس لكافة  الويلات والكوارث بدءا من القمع والاستبداد وليس  انتهاء بالسلب والنهب وانتشار الفقر وعودة الأوبئة الخطيرة وعلى رأسها الكوليرا, وهروب الفاسدين, ممن كانوا يسمون بالمعارضة,  بمئات المليارات من الدولارات إلى لندن وباريس  ونيويورك تحت حماية أسيادهم الذين جلبوهم في دباباتهم  عندما احتلوا بغداد الرشيد.
باختصار....اميركا هي وراء انهيار العالم العربي..
فهي من زرعت في أرضه الطاهرة النبت الشيطاني:
داعش والطائفية.
لتنفيذ استراتجيتها المتوحشة ..الفوضى المدمرة... لخلق شرق اوسط جديد يمكنها من إحكام سيطرتها على المنطقة...ونهب نفطها  ومقدراتها وخيراتها ..وتنصيب العدو الصهيوني شرطيا عليها. 
وللحديث بقية.