الأرض أرضنا والزيتون زيتوننا
كمال زكارنة - الارض وما فوقها وما في باطنها لنا ،وزيتونها زرعه اجدادنا القريبون والبعيدون ،لكنها الان محتلة هي والزيتون ،يتحكم بها ويحكمها الاحتلال الصهيوني ،هذا الاحتلال الذي يرى في كل شجرة زيتون يملكها الشعب الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية مدرعة مقاتلة، تربض في موقع قتالي تحمي مساحة معينة من الارض، وتدافع عنها بحباتها الخضراء والسوداء التي تعتبر ذخيرتها الحية ،ووقود المقاومة والعطاء والديمومة والتحدي والصمود،ويسعى الاحتلال جاهدا للقضاء على اكبر عدد مكن من اشجار الزيتون الفلسطينية ،من خلال تشكيل مجموعات خاصة من قطعان المستوطنين المجرمين، لمهاجمة اشجار الزيتون واقتلاعها وحرقها في مكانها ،لانها اصبحت بمثابة الراية الحمراء التي تثير وتستفز تلك الثيران الهائجة من المحتلين،وتشكل رمزية وطنية خاصة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
وتشكل شجرة الويتون عصب الاقتصاد في الريف الفلسطيني ،وضرب هذا العصب هدفا صهيونيا دائما ،لاضعاف صمود المزارعين الفلسطينيين في ارضهم ،واجبارهم على مغادرتها وانتزاعها منهم واعتصابها لاقامة المستوطنات الصهيونية عليها .
سنة كاملة ينتظر الفلاح الفلسطيني موسم حصاد الزيتون ،ليجني ما كتبه الله له من رزق ومردود مالي مقابل انتاج الزيت والزيتون المخصص للكبيس ،وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ،والاوضاع الاقتصادية البالغة الصعوبة والقسوة والتي لا تخفى على احد ،فان تسويق المنتج المحلي من الزيت والزيتون الفلسطينني داخليا يجب ان يحظى بالاولوية القسوى ،واذا لم يحقق الاكتفاء الذاتي لا ضير من البحث عن مصادر لاستيراد كميات محددة لاستكمال حاجة السوق الفلسطينية ،على ان يتم استثناء المنتج الاسرائيلي من الحسابات الفلسطينية مهما بلغت جودته او انخفضت اسعاره،فهم يحرقون زيتون اهلنا في فلسطين المحتلة، ولا يجوز ان يكون انتاجهم مكملا لاحتياجات شعبنا من الزيت والزيتون ،ونحن نشاهد عصابات وقطعان المستوطنين يقومون بتدمير ثروة الزيتون الفلسطينية ليل نهار وخاصة في هذه الفترة وقت النضوج والحصاد.
البدائل موجودة وكثيرة ويمكن الاستيراد من دول عربية عديدة ،مثل الاردن وتونس ومصر ،ومن دول اروروبا مثل اسبانيا وايطاليا واليونان وتركيا وغيرها .
الحكومة الفلسطينية تبذل جهودا هائلة من اجل استقلال الاقتصاد الفلسطيني وانفكاكه عن المحتل الصهيوني ،والتحرر من قبضة الاحتلال الاقتصادية ،وقد حققت نجاحات واضحة في هذا التوجه عربيا ودوليا ،وتمكنت من فتح ابواب التعاون التجاري وتعزيزه مع الاردن ومصر والعراق ،وما تزال تبحث عن اسواق عربية وعالمية للانفتاح عليها والتعامل معها لتجسيد الاستقلالية والهوية الاقتصادية الفلسطينية ،كما تجسدت الهوية السياسية الوطنية الفلسطينية ،على طريق الاستقلال الوطني الفلسطيني الكامل .
وهناك حركة مقاطعة فلسطينية وعربية ودولية نشطة وناجحة لمنتجات الاحتلال الصهيوني، التي يتم تصنيعها وانتاجها في المستوطنات الصهيونية المقامة في الاراضي الفلسطينية المحتلة ،علما بأن العديد من المستعمرات الغاصبة للاراضي الفلسطيني تمتلك مزارع شاسعة من الزيتون التي اغتصبوها من الشعب الفلسطيني او زرعوها في الاراضي الفلسطينية المغتصبة،مما يستوجب مقاطعتها وعدم التعامل معها بأي شكل من الاشكال.
الشعب الفلسطيني ينتظر قرارا رئاسيا من سيادة الرئيس ابومازن يأمر بمنع استيراد الزيتون الاسرائيلي ،الزيتون تحديدا الذي يشكل احد عناصر الصراع الرئيسة مع الاحتلال الصهيوني.